استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم.. إلى اخر الاية الكريمة) صدق الله العظيم.
فهو يحث المعاصرين له من المسلمين على الجهاد نظرا لأن الجهاد فريضة إسلامية مؤكدة.
ونجد في هذا الجزء أن أحمد شوقي قد تفوق على نفسه من حيث الايقاع واختيار الكلمات المناسبة والمباشرة إلى المعنى، ولكنه خرج عن مفهوم الجهاد في المستقبل أي أنه ترك عهد الرسول وتقدم إلى عهد أحمد شوقي نفسه ناظرا إلى حال المسلمين انذاك وداعيا لهم بدعوى الجهاد مذكرا به.
وإذا قارنا بين كعب بن زهير وبين الإمام البوصيري وبين أحمد شوقي نجد أن كلّا منهم ابن عصره وسليل مجتمعه، فكل واحد قد وصف ما يرها هذا يصف المسلمين وهم يحاربون بالفعل، وذلك يطلب من المسلمين أن يستعدوا لجهاد قادم والثالث يفكر في الحرب ويصفها وكأنها معركة داخلية بين الانسان ونفسه.
كل شاعر منهم قد وصف عصره وعبّر عما يجيش داخل نفسه من أفكاره وهموم زمانه.
٨- الشريعة الاسلامية:
الشريعة الإسلامية لم تذكر ولم يشر إليها عند كعب بن زهير إلا في بيت واحد من أبياته فهو يسوق في معرض مدحه للرسول الكريم وصفا للقران الكريم ويصفه بالنافلة، ثم يصف ما تضمنه القران وفيه مواعظ ثم فيه تاريخ الأقدمين، اذن فهو يدرك قيمة القران الكريم، مع أنه لم يؤمن به إلا من هنيهات بسيطة وندرك من عدم الاسهاب أنه لم يكن قد تأثر بالإسلام تأثرا بيّنا، لكنه نظر للإسلام نظرة اجمالية تحكمها لحظة الاشراق بعد منحه الأمان، أما الإمام البوصيري فقد كتب سبعة عشر بيتا يصف فيها القران الكريم من خلال نظرة عامة ثم تناول القران الكريم كسور وايات متفرقات فهو يطنب في مدح هذه الايات والكلمات والأحرف ثم يقول فيها ان ما وصلت إليه من مدح للقران لا