للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في وصف جهاد الرسول إلا أننا كشهود عدل نقول: أنه لم يوفق التوفيق كله من حيث الايقاع العام لهذا الجزء، ونصل في النهاية إلى نهج البردة لأحمد شوقي فنجد أنه اتخذ منهجا دراميا بالنسبة لهذا الجانب بالذات فهو يقيم حوارا بين أعداء الرسول صلّى الله عليه وسلّم والإسلام، وبينه كشاعر فيتصور أنهم يقرعون الرسول عليه الصلاة والسلام (لا قدر الله) فيقولون له:

كيف تغزو وأنت كما تقول رسول من السماء، ونحن نعرف أن الرسول يجيء إلى الأرض لنشر المباديء لا لسفك الدم، فيرد عليهم الشاعر المسلم أحمد شوقي قائلا بتقريع أقوى وأقسى ويصفهم قائلا على لسان الرسول صلّى الله عليه وسلّم.

جهل وتضليل أحلام وسفسطة ... فتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم

ثم يستطرد محايدا ويصف كيف أن الرسول لم يعمل السيف إلا في الجهلاء والعوام فالسيف هو المنقذ والا ضاق العقل وامتنع الفهم واغلقت القلوب، ويؤكد شوقي أن الشر لا يقابل إلا بالشر ويؤكد في مقارنة بين ما فعله الرسول صلّى الله عليه وسلّم وبين ما كان من سيدنا عيسى مع اليهود والرومان ومحاولة صلبة ولولا مكانته عند الله لما نجا من هذا المصير ثم يؤكد أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم علم المسلمين كل شيء كانوا يجهلونه حتى القتال مع أنه مكروه لدينا كمسلمين، ثم يبين كيف دعا الرسول للجهاد، ويبين الأسباب التي أدت إلى هذه الدعوة، فالحرب أساس لنظام الكون، ثم ينهي أبياته بقوله:

ان ظهور الرسول صلّى الله عليه وسلّم مجاهدا قد قلب موازين عصره وموازين أيامنا هذه، وهنا ينتقل شوقي إلى المعاصرة لينبهنا إلى أن أشياع المسيحية وأتباعها. وقد هرب من تصوير المعارك وان كان قد كتب عنها في جزء اخر سنورده فيما بعد ولكنه شرح الجهاد من وجهة نظر الدبلوماسية الموجودة في عصره، فهو يقرع الحجة بالحجة، ويناقش أصول الجهاد، وهل هناك خطأ في قيام المسلمين به أم لا، ويقارن بين ذلك وبين موقف ظهور المسيحية ثم يخلص إلى نتيجة أخيرة هي أنه لولا الجهاد الذي قام به الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم ما تواحد الصف، وقد قال تعالى (وأعدوا لهم ما

<<  <   >  >>