للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من كل منتدب لله محتسب ... يسطو بمستأصل للكفر مصطلم

حتى غدت ملة الإسلام وهي بهم ... من بعد غربتها موصولة الرحم

مكفولة أبدا منهم بخير أب ... وخير بعل فلم تيتم ولم تئم

هم الجبال فسل عنهم مصادمهم ... ماذا رأى منهم في كل مصطدم

وسل حنينا وسل بدرا وسل أحدا ... فصول حتف لهم أدهى من الوخم

المصدري البيض حمرا بعد ما رودت ... من العدا كل مسود من اللمم

والكاتبين بسمر الخط ما تركت ... أقلامهم حرف جسم غير منعجم

شاكي السلاح لهم سيما تميزهم ... والورد يمتاز بالسيما من السلم

تهدى اليك رياح النصر نشرهم ... فتحسب الزهر في الأكمام كل كمى

كأنهم في ظهور الخيل نبئت ربا ... من شدة الحزم لا من شدة الحزم

طارت قلوب العدا من بأسهم فرقا ... فما تفرق بين البهم والبهم

ومن تكن برسول الله نصرته ... ان تلقه الأسد في اجامها تجم

ولن ترى من ولى غير منتصر ... به ولا من عدو غير منقصم

أحل أمته في حرز ملته ... كالليث حل مع الأشبال في أجم

كم جدلت كلمات الله من جدل ... فيه وكم خصم البرهان من خصم

كفاك بالعلم في الأمى معجزة ... في الجاهلية والتأديب في اليتم

خدمته بمديح استقيل به ... ذنوب عمر مضى في الشعر والخدم

إذ قلداني ما تخشى عواقبه ... كأنني بهما هدى من النعم

أطعمت غي الصبا في الحالتين وما ... حصلت إلا على الاثام والندم

فيا خسارة نفس في تجارتها ... لم تشتر الدين بالدنيا ولم تسم

ومن يبيع اجلا منه بعاجلة ... يبن له الغبن في بيع وفي سلم

ان ات ذنبا فما عهدي بمنتقض ... من النبي ولا حبلى بمنصرم

فان لي ذمة منه بتسميتي ... محمدا وهو أوفى الخلق بالذمم

ان لم يكن في معادي اخذا بيدي ... فضلا وإلا فقل يا زلة القدم

حاشاه أن يحرم الراجي مكارمه ... أو يرجى الجار منه غير محترم

<<  <   >  >>