لم أغش مغناك إلا في غضون كرى ... مغناك أبعد للمشتاق من ارم
يا نفس دنياك تخفى كل مبكية ... وان بدا لك منها حسن مبتسم
فضى بتقواك فها كلما ضحكت ... كما يفض أذى الرقشاء بالثرم
مخطوبة منذ كان الناس خاطبة ... من أول الدهر لم ترمل ولم تئم
يفنى الزمان ويبقى من اسائتها ... جرح بادم يبكي منه في الادم
لا تحظى بجناها أو جنايتها ... الموت بالزهر مثل الموت بالفحم
كم نائم لا يراها وهي ساهرة ... لولا الأماني والأحلام لم ينم
طورا تمدك في نعمى وعافية ... وتارة في قرار البؤس والوصم
كم ضللتك ومن تحجب بصيرته ... ان يلق صابا يرد أو علقما يسم
يا ويلتاه لنفسي راعها ودها ... مسودة الصحف في مبيضة اللمم
ركضتها في مريع المعصيات وما ... أخذت من حمية الطاعات للتخم
هامت على أثر اللذات تطلبها ... والنفس ان يدعها داعي الصبا تهم
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه ... فقوم النفس بالأخلاق تستقم
والنفس من خيرها في خير عافية ... والنفس من شرها في مرتع وخم
تطفي إذا مكنت من لذة وهوى ... طغى الجياد إذا عضت على الشكم
ان جل ذنبي عن الغفران لي أمل ... في الله يجعلني في خير معتصم
ألقى رجائي إذا عز المجير على ... مفرج الكرب في الدارين والغمم
إذا خفضت جناح الذل أسأله ... عز الشفاعة لم أسأل سوى أمم
وان تقدم ذو تقوى بصالحة ... قدمت بين يديه عبرة الندم
لزمت باب أمير الأنبياء ومن ... يمسك بمفتاح باب الله يغتنم
فكل فضل واحسان وعارفة ... ما بين مستلم منه وملتزم
علقت من مدحه حبلا أعز به ... في يوم لا عز بالأنساب واللحم
يزري قريضي زهيرا حين أمدحه ... ولا يقاس إلى جودي ندى هرم
محمد صفوة الباري ورحمته ... وبغية الله من خلق ومن نسم
وصاحب الحوض يوم الرسل سائلة ... متى الورود وجبريل الأمين ظمى