بكل قول كريم أنت قائله ... تحيي القلوب وتحيي ميت الهمم
سرت بشائر بالهادي ومولده ... في الشرق والغرب مسرى النور في الظلم
تخطفت مهج الطاغين من عرب ... وطيرت أنفس الباغين من عجم
ريعت لها شرف الايوان فانصدعت ... من صدمة الحق لا من صدمة القدم
أتيت والناس فوضى لا تمر بهم ... إلا على صنم قد هام في صنم
والأرض مملوءة جورا مسخرة ... لكل طاغية في الخلق محتكم
مسيطر الفرس يبغى في رغيته ... وقيصر الروم من كبر أصم عم
يعذبان عباد الله في شبه ... ويذبحان كما ضحيت بالغنم
والخلق يفتك أقواهم بأضعفهم ... كالليث بالبهم أو كالحوت بالبلم
أسرى بك الله ليلا إذ ملائكة ... والرسل في المسجد الأقصى على قدم
لما خطرت به التفوا بسيدهم ... كالشهب بالبدر أو كالجند بالعلم
صلى وراءك منهم كل ذي خطر ... ومن يفز بحبيب الله يأتمم
جبت السماوات أو ما فوقهن بهم ... على منورة درية اللجم
ركوبة لك من عز ومن شرف ... لا في الجياد ولا في الأينق
مشيئة الخالق الباري وصنعته ... وقدرة الله فوق الشك والتهم
حتى بلغت سماء لا يطار لها ... على جناح ولا يسعى على قدم
وقيل كل نبي عند رتبته ... ويا محمد هذا العرش فاستلم
خططت للدين والدنيا علومهما ... يا قاريء اللوح بل بالأمس القلم
أحطت بينهما بالسر وانكشفت ... لك الخزائن من علم ومن حكم
وضاعف القرب ما قلدت من منن ... بلا عداد وما طوقت من نعم
سل عصبة الشرك حول الغار سائمة ... لولا مطاردة المختار لم تسم
هل أبصروا الأثر الوضاء أم سمعوا ... همس التسابيح والقران من أمم؟
وهل تمثل نسج العنكبوت لهم ... كالغاب، والحائمات الزغب كالرخم
فأدبروا ووجوه الأرض تلعنهم ... كباطل من جلال الحق منهزم
لولا يد الله بالجارين ما سلما ... وعينه حول ركن الدين لم يقم