كم شيد المصلحون العالمون بها ... في الشرق والغرب ملكا باذخ العظم
للعلم والعدل والتمدين ما عزموا ... من الأمور وما شدوا من الحزم
سرعان ما فتحوا الدنيا لملتهم ... وانهلوا الناس من سلسالها الشبم
ساروا عليها هداة الناس فهي بهم ... الى الفلاح طريق واضح العظم
لا يهدم الدهر ركنا شاد عدلهم ... وحائط البغي ان تلمسه ينهدم
نالوا السعادة في الدارين واجتمعوا ... على عميم من الرضوان مقتسم
دع عنك روما واثينا وما حوتا ... كل اليواقيت في بغداد والتوم
وخل كسرى وايوانا يدل به ... هوى على اثر النيران والايم
واترك رعسيس، ان الملك مظهره ... في نهضة العدل لا في نهضة الهرم
دار الشرائع روما كلما ذكرت ... دار السلام لها القت يد السلم
ما ضارعتها بيانا عند ملتأم ... ولا حكتها قضاء عند مختصم
ولا احتوت في طراز من قياصرها ... على رشيد ومأمون ومعتصم
من الذين إذا سارت كتائبهم ... تصرفوا بحدود الأرض والتخم
ويجلسون إلى علم ومعرفة ... فلا يدانون في عقل ولا فهم
يطأطى العلماء الهام أن نبسوا ... من هيبة العلم لا من هيبة الحكم
ويمطرون فما الأرض عن محل ... ولا بمن مات فوق الأرض من عدم
خلائف الله جلوا عن موازنة ... فلا تقيس أملاك الورى بهم
من في البرية كالفاروق معده؟ ... وكابن عبد العزيز الخاشع الحشم؟
وكالامام إذا ما فض مزدحما ... بمدمع في ماقي القوم مزدحم
الزاخر العذب في علم وفي أدب ... والناصر الندب في حرب وفي سلم
أو كابن عفان والقران في يده ... يحنو عليه كما تحنو على الفطم
ويجمع الاي ترتيبا وينظمها ... عقدا يجيد الليالي غير منفصم
جرحان في كبد الاسلام ما التأما ... جرح الشهيد وجرح بالكتاب دمى
وما بلاء أبي بكر بمتهم ... بعد الجلائل في الأفعال والخدم
بالحزم والعزم حاط الدين في محن ... أضلت الحلم من كهل ومحتلم