البوصيري وبردته هو الإمام شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد بن محسن، الصنهاجي الجد، الدلاصي المولد، المغربي الأصل، البوصيري المنشأ.
وقد أشار البوصيري إلى أصله فقال:
أن كان مثلي مغربيا فما ... في صحبة الأجناس من بأس
وكان مولد البوصيري يوم الثلاثاء أول شوال عام ٦٠٨ هـ (١٢١٢ م) .
وبدأ حياته الدراسية كما كان يبدؤها معاصروه وذلك بحفظ القران الكريم ودراسة علوم الدين واللغة كالنحو والصرف والعروض، كما درس الأدب والتاريخ الإسلامي وبخاصة السيرة النبوية، ثم اتجه نحو التصوف فتلقى على يد أبي العباس المرسي الطريقة الصوفية، ودرس ادابها وأسرارها.
وكان البوصيري يجيد فن الخط، ومنشدا للمدائح النبوية، كما زوال مهنة كتابة الألواح التي توضع شواهد على القبور، وقرأ المؤلفات التي وضعها النصاري واليهود تأييدا لأديانهم، وقد رأى فيها انكارا لنبوة محمد عليه الصلاة والسلام وقد شغله ذلك فأقبل على دراسة الإنجيل والتوراة دراسة دقيقة كما درس تاريخ ظهور المسيحية ليرد على أصحاب تلك الديانات محاولا إقناعهم بأن الأناجيل التي بين أيديهم لا تدل على ألوهية عيسى، وإنما تدل على نبوته، وأن هذه الأناجيل تخبرنا بظهور نبي من أبناء إسماعيل.
وكانت حياة البوصيري جحيما، فقد رزق كثيرا من الأولاد لدرجة أنه كان يلوم زوجته لكونها ولودا، فتمنى لو كانت عقيما، وهجره أصدقاؤه وقاطعوه لشدة فقره وعلى الرغم من ذلك قام باداء فريضة الحج عن طريق البر، وعند عودته نظم قصيدته الهمزية النبوية، ولعل من أهم قصائده (البردة) والتي سماها (الكواكب الدرية في مدح خير البرية) .