للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويدعو الله ألايرد عليه رجاءه وأمله وأن يجعل حسابه غير منقوص من الرحمة وأن يشمله بلطفه عند المحن لأن صبره لا يقوى على مجابهة الشدائد.

ويقول الشاعر الإمام: -

وأذن لسحب صلاة منك دائمة ... على النبي بمنهل ومنسجم «١»

ما رنحت عذابات البان ريح صبا ... وأطرب العيس حادى العيس بالغنم «٢»

ويرجو الإمام البوصيري من الله عز وجل أن يصلي على النبي صلّى الله عليه وسلّم صلاة دائمة مستمرة كالمطر رقيقة ومنسجمة وكأن هذه الصلوات الطيبات التي يرسلها الله على النبي رقيقة كرقة غصن البان أو كأنغام صوت حادي الإبل يردد أنغامه لتطرب به الإبل وتستمر في مسيرتها حيث المقصد.

وقد ورد بيتان ذكر بعض الشراح بأنهما تذييل للقصيدة يقول فيها الشاعر:

ثم الرضا عن أبى بكر وعن عمر ... وعن على وعن عثمان ذى الكرم «٣»

والال والصحب ثم التبابعين فهم ... أهل التقى والنقى والحلم والكرم «٤»

كما وردت عدة أبيات أخرى نسبت إلى الإمام البوصيري وإلى البردة ذكرت في بعض الكتاب ولم تذكر في بعض الاخر، وقد أورد المحقق والناقد فتحي عثمان في طبعة دار المعرفة لعام ١٩٧٣ م أن هذه الابيات وردت خارج البردة، وهذه الابيات تضم مديحا ودعاء لأصحاب الرسول صلّى الله عليه وسلّم وعن الخلفاء الراشدين.


(١) إذن: بمعنى الإباحة والسماح، سحب: جمع سحاب وهو الغيم والمقصود هنا الكثرة.
(٢) رنحت: أمالت وهزت، هذبات: جمع عذبه وهي الغصن، البان: نوع من الشجر لطيف الأغصان طيب الرائحة، الصبا: الريح الشرقية، الأطراب: أحداث الطرب أي السرور العيس: جمع الأعيس للذكر وعيساء للأنثى وهي كرائم الإبل التي تتميز باللون الأبيض الذي يخالطة شقرة أو ظلمة، الحداء: بضم الحاء هو الغناء، حادي العيس: قائدها الذي يسوقها ويغني لها لتسير في نشاط، النغم: جمع نغمه وهي التطريب في الغناء.
(٣) الرضا: في أصل اللغة الاختيار وأيضا عكس الاسخط وهو الغضب.
(٤) الال: أهل بيت النبوة رضوان الله عليهم، الصحب: الصحابة، التقى: خشية الله تعالى النقي: النقاء الخلو من العيوب والخلو من الخطايا، الحلم: سعة الخلق ضد الغضب.

<<  <   >  >>