للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتناول شوقي بعد ذلك في أثنى عشر بيتا انتقل بها إلى الحديث عن جهاد الرسول صلّى الله عليه وسلّم في الإسلام وخصص شوقي له سبعة عشر بيتا يحث الشاعر في نهايتها المسلمين على العودة إلى منابع الشريعة الإسلامية وإحياء الفريضة السادسة وهي الجهاد في سبيل الله، وفي اطار هذا يمدح المسلمين الأوائل الذين أعانوا الرسول صلّى الله عليه وسلّم في دعوته وناصروه في سبعة أبيات ينفذ من خلالها إلى الحديث عن جوهر الشريعة الإسلامية التي غيرت مجرى التاريخ في ثلاثة عشر بيتا يبين في اخرها أن التمسك بكتاب الله يؤدي إلى السعادة في الدارين، ولا يفوته بعد ذلك أن يفرد عشرة أبيات يعقد فيها مقارنة بين الحضارات السابقة وحضارة المسلمين، وأخيرا نجد أمير الشعراء يمتدح الخلفاء الراشدين ويجعل خامسهم عمر بن عبد العزيز ويبين صفاتهم السامية، كما يتناول شوقي ماثر وأعمال الخلفاء في اثنى عشر بيتا استمد الخيال فيها من البيئة العربية، وقد قصد شوقي أن ينهي حديثه عن الخلفاء الراشدين بأبي بكر الصديق ليزيد من تكريمه وليكون مسك الختام فأبو بكر مقدم على سائر الصحابة وسائر الخلفاء.

وينهي شوقي قصيدته الميمية المطولة بالصلاة والسلام على الأنبياء وعلى رأسهم الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم الذي هو خير الرسل وخاتم النبيين في أربعة عشر بيتا جاءت غاية في الطلاوة ونهاية في الحلاوة ثم يتحول شوقي ويتجه مرة أخرى إلى العالم الإسلامي المعاصر فيدعو له بما يرفع من شأنه ويطلب من المسلمين أن يهبوا من رقادهم، فكم من شعوب لا تدين بالإسلام قد استيقظت من رقادها وسادت في موكب النهضة.

ثم يتوجه إلى الله عز وجل طالبا السعادة والهناء والنعيم لشعوب الأمة الإسلامية ويطلب بحق الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم أن يخفف العناء عن المسلمين ويحسن ختامهم، كما أحسن بدأهم.

وتنهي القصيدة العصماء ببيت يقول فيه:

يا رب أحسنت بدء المسلمين به ... فتمم الفضل وامنح حسن مختتم

<<  <   >  >>