للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد وقفت على بعض النصوص التي تكلم فيها بعض أهل العلم بعدم ثبوت اللقاء أو السماع في أحاديث أخرجها مسلم في صحيحه، مع تتبعي للمواضع التي نص فيها العلائي في كتابه "جامع التحصيل" أن مسلمًا قد أخرج في صحيحه بعض تلك الأسانيد غير المتصلة. وهذه النصوص هي:

١- قال العلائي: (حميد بن هلال أخرج له مسلم قال أبو رفاعة العدوي: انتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب الحديث. قال علي بن المديني (١) : لم يلق عندي - يعني حميدًا - أبا رفاعة رضي الله عنه) (٢) .

والحديث أخرجه مسلم في صحيحه من طريق سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال قال: قال أبو رفاعة: (انتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب. قال فقلت: يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه. لا يدري ما دينه. قال فأقبل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وترك خطبته حتى انتهى إلي فأتى بكرسي، حسبت قوائمه حديدًا. قال: فقعد عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وجعل يعلمني مما علمه الله ثم أتى خطبته فأتم آخرها) (٣) .

ولم أجد متابعًا لحميد، وكذلك لم أجد شاهدًا يدل على مشروعية قطع خطبة الجمعة لغرض التعليم كما هو وارد في هذا الحديث، إلا أن النووي قال: (لعله كان سأل عن الإيمان، وقواعده المهمة وقد اتفق العلماء على أن من جاء يسأل عن الإيمان وكيفية الدخول في الإسلام وجب إجابته وتعليمه على الفور ...


(١) انظر العلل لابن المديني (ص٨٧) .
(٢) جامع التحصيل (ص١٦٨) .
(٣) صحيح مسلم (٢/٥٩٧) ، وأخرج الحديث أيضًا أحمد في المسند (٥/٨٠) ، والبخاري في الأدب المفرد (ص٣٨٦) ، وابن خزيمة في صحيحه (٣/١٥١) ، والنسائي في سننه (٨/٢٢٠) ، والحاكم في المستدرك (١/٢٨٦) ، والبيهقي في السنن الكبرى (٣/٢١٨) ، وقد استدل البخاري في الأدب المفرد والنسائي في سننه بهذا الحديث على مشروعية الجلوس على الكرسي.

<<  <   >  >>