للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللفظ الثاني فأسنده عروة إليها بالعنعنة فكان ذلك متصلاً) (١) .

وهذا المذهب حكى ابن المواق (٢)

اتفاق أهل النقل عليه، وأقره العراقي على هذا وقال: (وليس في ذلك خلاف بين أهل النقل.. وممن حكى اتفاق أهل النقل على ذلك الحافظ أبو عبد الله بن المواق في كتاب "بغية النقاد" (٣) فذكر من عند أبي داود حديث عبد الرحمن بن طرفة "أن جده عرفجة قطع أنفه يوم الكلاب" الحديث (٤) ، وقال: إنه عند أبي داود هكذا مرسل. قال: وقد نبّه ابن السكن على إرساله، فقال: فذكر الحديث مرسلاً. قال ابن المواق: وهو أمر بيِّن لا خلاف بين أهل التمييز من أهل هذا الشأن في انقطاع ما يروى كذلك، إذا عُلم أن الراوي لم يُدرك زمان القصة كما في هذا الحديث) (٥) .

وقد تعقب الحافظ ابن حجر ذلك فقال: (لكن في نقل الاتفاق نظر، وقد قال ابن عبد البر ـ في الكلام على حديث ضمرة عن عبيد الله بن عبد الله قال: "أن


(١) التقييد والإيضاح (ص٨٦) .
(٢) هو محمد بن أبي يحيى أبو بكر بن خلف بن فرجد بن صاف الأنصاري، المراكشي، قرطبي الأصل قديماً، فاسي حديثاً، أبو عبد الله بن المواق كان فقيهاً حافظاً محدثاً ناقداً محققاً ذاكراً أسماء الرجال وتواريخهم وأحوالهم. لازم أبو الحسن ابن القطان الفاسي، وله تعقبات علىكتابه "بيان الوهم والإبهام" سماها "المآخذ الحفال السامية" ومن مصنفاته "بغية النقاد" و"شيوخ الدارقطني" و"شرح مقدمة صحيح مسلم" وغير ذلك، ولد سنة ٥٨٣ هـ، وتوفي بمراكش ٦٤٢هـ انظر الذيل والتكملة " السفر الثامن" (١/٢٧٢) ـ ٢٧٤) والإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام (٤/٢٣١ ـ ٢٣٤) وعن كتابه " بغية النقاد " ينظر الرسالة المستطرفة (ص١٧٨-١٧٩) .

وقد وهم في ترجمة ابن المواق هذا حاجي خليفة في كشف الظنون (١/٢٥١) وعمر كحالة في معجم المؤلفين (٦/١٥٧) وغيرهما ظناً منهم أنه هـ ومحمد بن يوسف بن المواق الفقيه المتوفي سنة ٨٩٨هـ المترجم له في شجرة النور الزكية (ص٢٦٢) .
(٣) انظر بغية النقاد (ق١-٢/أ) .
(٤) أخرجه أبو داود في سننه (٤/٩٢/ [٤٢٣٢] ) .
(٥) التقييد والإيضاح ص٨٦.

<<  <   >  >>