للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال محمد بن جعفر وحجاج: فقال أبو عبد الرحمن: فذاك الذي أقعدني هذا المقعد.

قال حجاج: قال شعبة: ولم يسمع أبو عبد الرحمن من عثمان، ولا من عبد الله (١) ولكن قد سمع من علي) (٢) .

وشعبة يقول ذلك في أبي عبد الرحمن السلمي مع علمه أن أبا عبد الرحمن قد أدرك عثمان بن عفان وعاصره، فقد أخرج البخاري في صحيحه (٣) الحديث السابق عن شعبة بسنده وورد فيه: (قال: واقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج) والقائل هو سعد بن عبيدة كما رجح الحافظ ابن حجر (٤) .

فلم يكن خافياً على شعبة بأن أبا عبد الرحمن السلمي لم يسمع من عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ ولا يُعرف أبو عبد الرحمن بتدليس حتى يقال: لعل شعبة جزم بعدم سماعه لأن أبا عبد الرحمن مدلس.

وقد جزم البخاري بسماع أبي عبد الرحمن من عثمان ومن عبد الله بن مسعود (٥) .

٥قال يحيى بن سعبد القطان: (سمعت شعبة ينكر أن يكون مجاهد سمع من عائشة) (٦) .

وقال يحيى بن سعيد القطان: في تحديث موسى الجهني عن مجاهد


(١) هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(٢) المسند للإمام أحمد ٠١/٣٣٦/ [٤١٢] تحقيق أحمد شاكر، وفي كتاب "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص٩٤) نقل كلام شعبة.
(٣) صحيح البخاري (٨/٦٩٢/٥٠٢٧] ) كتاب فضائل القرآن، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه.
(٤) فتح الباري (٨/٦٩٥) .
(٥) انظر التاريخ الكبير (٥/٧٣) والتاريخ الصغير (١/٢٣٢) فقد قال البخاري: (سمع علياً وعثمان وابن مسعود) .
(٦) المراسيل لابن أبي حاتم (ص١٦١) .

<<  <   >  >>