للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا سائر الصحابة رضي الله عنهم، ولو كان خيراً لسبقونا إليه والله الموفق الهادي إلى سواء السبيل.

تنبيهات: الأول؛ منع الإمام مالك أن يشترك مع بني شيبة غيرهم في خدمة البيت لأنها ولاية منه صلى الله عليه وسلم لهم، وأما نزعها منهم بالكلية فقد نص الحديث على منعه، وذلك (أن النبي صلى الله عليه وسلم قبض من عثمان بن طلحة يوم الفتح مفتاح الكعبة ودخل به الكعبة ومعه أسامة بن زيد وبلال بن رباح وعثمان بن طلحة فخرج وهو يتلو هذه الآية (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) فدعا عثمان بن طلحة فدفع إليه المفتاح وقال: خذوها يا بني أبي طلحة بأمانة الله سبحانه لا ينزعها منكم إلا ظالم) ، وروى الأزرقي بسنده قال: (ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكعبة ومعه المفتاح فتنحى ناحية من المسجد فجلس وكان قد قبض السقاية من العباس، وقبض المفتاح من عثمان بن طلحة، فلما جلس بسط العباس بن عبد المطلب يده فقال: بأبي وأمي يا رسول الله أجمع لنا الحجابة والسقاية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطيكم ما ترزءون منه، ثم قال صلى الله عليه وسلم: ادع لي عثمان، فقام عثمان بن عفان، فقال: ادع لي عثمان، فقام عثمان بن طلحة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعثمان بن طلحة يوماً وهو بمكة يدعوه إلى الإسلام ومع عثمان بن طلحة المفتاح فقال صلى الله عليه وسلم لعلك سترى هذا المفتاح يوماً بيدي أضعه حيث شئت، فقال عثمان: لقد هلكت قريش يومئذ وذلت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل عزت وعمرت يومئذ يا عثمان، قال عثمان: فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أخذه المفتاح، فذكرت قوله صلى الله عليه وسلم وما كان قال لي، فأقبلت فاستقبلته ببشر واستقبلني ببشر، ثم قال: خذوها يا بني أبي طلحة تالدة خالدة

<<  <  ج: ص:  >  >>