للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذهب أبو الحسن فيه إلى أنه: ويك أنه لا يفلح الكافرون، أراد: ويك أي أعجب أنه لا يفلح الكافرون، أي أعجب لسوء اختيارهم "ونحو ذلك"١ فعلق "أن" بما في "ويك" من معنى الفعل، وجعل الكاف حرف خطاب بمنزلة كاف ذلك وهنالك. قال أبو علي ناصرًا لقول سيبويه: قد جاءت كأن كالزائدة، وأنشد بيت عمر٢:

كأنني حين أمسي لا تكلمني ... ذو بغية يشتهى ما ليس موجودا

أي أنا كذلك. وكذلك٣ قول الله سبحانه {وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} أي "هم لا يفلحون"٤. "وقال الكسائي: أراد: ويلك ثم حذف اللام"٥.

ومن ذلك بيت الطرماح:

وما جلس أبكار أطاع لسرحها ... جنى ثمر بالواديين وشوع٦

قيل فيه قولان: وشوع أي كثير٧. ومنه قوله:

إني امرؤ لم أتوشع بالكذب

أي لم أتحسن به ولم أتكثر به. وقيل: إنها واو العطف والشوع: ضرب من النبت.


١ سقط ما بين القوسين في د، هـ، ز.
٢ يريد عمر بن أبي ربيعة، ونسبه في اللسان في أبيات في مدح سليمان بن عبد الملك إلى يزيد بن الحكم الثقفي، وانظر اللسان "عود"، والبيت في ديوان عمر في ستة أبيات.
٣ سقط في ز.
٤ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "هم كذلك".
٥ سقط ما بين القوسين في ش.
٦ الجلس: العسل، ويريد أبكار النحل أي أفراخها وأحداثها، و"شوع" بفتح الواو، الواو -كما ذكر المؤلف- يحتمل أن تكون للعطف، والشوع ضرب من النبت وهو شجر البان، وهو معطوف على "جنى ثمر" ويحتمل أن يكون "وشوع" أي كثير من وشع، وروى "وشوع" بضم الواو، جمع وشع وهو زهر البقول، ولم يذكر المؤلف هذه الرواية، وانظر اللسان "وشع".
٧ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "كبير".

<<  <  ج: ص:  >  >>