للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم شدده لنية الوقف، فصار؛ سلكن. وأراد: بالثغر، فبنى منه للضرورة١ فعلنا٢، وإن لم يكن٣ هذا مثالًا معروفًا؛ لأنه أمر ارتجله مع الضرورة إليه، وألحق الهاء في سلكنه والثغرنه؛ كحكاية الكتاب٤: أعطني أبيضه. وأنشدوا قوله:

نفلق هاما لم تنله سيوفنا ... بأيماننا هام الملوك القماقم

وإنما هو: ها من لم تنله سيوفنا. فـ"ها" تنبيه، و"من لم تنله سيوفنا" نداء أي يا من لم ننله سيوفنا خفنا فإنا٥ من عادتنا أن نفلق بسيوفنا هام الملوك، فكيف من سواهم.

ومنه المثل السائر: زاحم بعود أو دع، أي زاحم بقوة أو فاترك ذلك، حتى توهمه بعضهم: بعود أو دع، فذهب إلى أن "أودع" صفة لعود؛ كقوله٦: بعود أو قص أو أوطف أو نحو ذلك مما جاء على أفعل وفاؤه واو.

ومن ذلك قول الله تعالى: {وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} ٧. فذهب٨ الخليل وسيبويه فيه إلى٩ أنه وي مفصول، وهو اسم سمي به الفعل في الخبر، وهو معنى١٠ أعجب، ثم قال مبتدئًا: كأنه لا يفلح الكافرون وأنشد فيه:

وي كأن من يكن له نشب يحـ ... ـبب ومن يفتقر يعش عيش ضر١١


١ سقط في ش.
٢ كذا في ش، وفي ز، ط: "فعلن".
٣ سقط في د، هـ، ز.
٤ انظر سيبويه ٢/ ٢٨٣.
٥ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "فإن".
٦ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "كقولك".
٧ آية ٨٢ سورة القصص.
٨ كذا في ش، وفي ز، ط: "مذهب".
٩ سقط في د، هـ، ز، ط.
١٠ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "اسم".
١١ انظر ص٤٣ من هذا الجزء.

<<  <  ج: ص:  >  >>