للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونحو من ذلك ما أنشده أبو زيد "من قول الشاعر"١:

خالت خويلة أني هالك ودأ

قيل: إنه٢ واو عطف أي إني هالك وداء١ من قولهم: رجل داءٌ أي دوٍ، ثم قلب. وحدثنا عن ابن سلام أن أعرابيًا قال للكحال: كحلني بالمكحال الذي تكحل به العيون الداءة. وأجاز أيضًا في قوله: "ودأ" أن يكون فعلا من قوله٣:

وللأرض كم من صالح قد تودأت ... عليه فوارته بلماعةٍ قفر

أي غطته وثقلت عليه. فكذلك يكون قوله: إني هالك كدًا٤ وثقلًا، وكان يعتمد التفسير الأول، ويقول: إذا كانت الواو للعطف كان المعنى أبلغ وأقوى٥ وأعلى؛ كأنه ذهب٦ إلى ما يراه أصحابنا من قولهم في التشهد: التحيات لله، والصلوات لله٧، والطيبات. قالوا: لأنه إذا عطف كان أقوى له٨، وأكثر لمعناه، من أن يجعل


١ سقط في د، هـ، ز، وما أورده عن أبي زيد صدر بيت عجزه:
والطاعنيون لما خالفوا الغيرا
وقال أبو زيد بعده: "ودأ أي هلاكا على وزن ودعا" وثرى أن "ودأ" عند أبي زيد منصوب في معنى هلاكا، وهذا يساير الوجه الثاني هنا، ولا يأتي مع وجه العطف والوجه الذي يريده المؤلف يقرأ عليه "دأ" بكسر الهمزة مع التنوين؛ إذ هو منقوص وأصله: دنو، وانظر النوادر ١٠٦.
٢ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "إنها".
٣ أي هدبة بن خشرم، وقبله:
ألا يالقوم للنوائب والدهر ... وللمرء يأتي حتفه وهو لا يدري
اللماعة: الفلاة يلمع فيها السراب، وانظر اللالئ ٦٣٩.
٤ كذا في ش، وفي د، هـ، ز: "ودأ".
٥ سقط في ش، ط.
٦ سقط في د، هـ، ز، ويريد بأصحابه فقهاء الحنفية.
٧ لم يرد هذا في د، هـ، ز، ط.
٨ سقط في د، هـ، ز.

<<  <  ج: ص:  >  >>