للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال المصنف: والصحيح عدم اشتراطه، لكن وجوده أكثر من عدمه، ذكر من الشواهد على الاستغناء عن الضمير في بدل البعض قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} ١.

وفي بدل الاشتمال، قوله تعالى: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ، النَّارِ} ٢.

قلت: وتُؤُولت الآيتان على حذف الضمير, أي: منهم وفيه.

وظاهر التسهيل أنه لا بد من ضمير أو ما يقوم مقامه٣, ومثّل "للقائم"٤ مقامه بـ {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ، النَّارِ} ، فالألف واللام تقوم مقام الضمير.

وذهب الفراء وتبعه ابن الطراوة إلى أن "النار" بدل كل من كل، عبر بالأخدود عن النار لما كان مشتملا عليها كقولهم: "عفيف الإزار".

وقال ابن هشام: الأولى أن يكون على حذف مضاف، أي: أخدود النار. وقال ابن خروف: هو بدل إضراب.

الثالث: اختُلف في المشتمِل في بدل الاشتمال، فقيل: هو الأول, وقيل: الثاني, وقيل: العامل.

فإن قلت: فما المفهوم من كلامه؟

قلت: قوله: "أو ما يشتمل عليه" يحتمل القول الأول والثالث.

وإلى الأول ذهب في التسهيل٥.


١ "من استطاع" بدل من "الناس", وهو من الآية ٩٧ من سورة آل عمران.
٢ "النار" بدل من "الأخدود", والأخدود: الشق في الأرض، وأصحابه هم: أنطيانوس ملك الروم، وبختنصر ملك الفرس، ويوسف ذو نواس ملك نجران, حفر كل منهم شقا عظيما وملأه نارا، وأمر بأن يلقى فيه كل من لم يكفر، وأل في الأخدود للجنس؛ لأنها أخاديد لا أخدود واحد. وهو من الآية ٤، ٥ من سورة البروج.
٣ التسهيل ص١٧٢.
٤ ب, وفي أ، جـ "القائم".
٥ التسهيل ص١٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>