للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[نونا التوكيد]

للفعل توكيدٌ بنونين هُما ... كنوني اذهبنَّ واقصدنهما

للتوكيد نونان ثقيلة كنون "اذهبن" وخفيفة كنون "اقصدنَهما" وهما أصلان عند البصريين لتخالف بعض أحكامهما، ومذهب الكوفيين أن الخفيفة فرع الثقلية، وذكر الخليل أن التوكيد بالثقيلة أشد من الخفيفة.

وفهم من قوله: "للفعل" اختصاصه بهما، وندر توكيد اسم الفاعل كقوله١:

أقائلُنَّ أحضروا الشهودا

يؤكدان افعل ويفعل آتيا ... ذا طلب أو شرطا إما تاليا

نونا التوكيد يؤكدان الأمر والمضارع دون الماضي؛ وقد جاء توكيد الماضي؛ لكونه مستقبل المعنى في قوله٢:

دامَنَّ سعْدُكِ إن رَحمْتِ متَيَّمَا ... ...........................


١ قائله: هو رؤبة بن العجاج وقيل: لشاعر من هذيل، وهو من الرجز.
وقبله:
أريتَ إن جاءت به أملودا ... مرجَّلا ويَلبسُ البرودا
اللغة: "الأملود" الناعم "مرجلا" ترجيل الشعر وإرساله بالمشط "البرود" جمع برد نوع من الثياب.
المعنى: أخبرني إن جاءت هذه المرأة بشاب حسن القوام كالغصن الناعم مرجل الشعر ليتزوجها، ولكنه فقير معدم، أأنت راض عن ذلك، آمر بإحضار الشهود لعقد نكاحها، والاستفهام إنكاري للتهكم.
الإعراب: "أقائلن" الهمزة للاستفهام قائلن خبر لمبتدأ محذوف تقديره: أفأنت قائلن، وهو مرفوع بالواو المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين والنون المحذوفة لتوالي الأمثال عوض عن التنوين في الاسم المفرد "أحضروا" فعل وفاعله "الشهودا" مفعول به، والجملة من الفعل والفاعل والمفعول في محل نصب مقول القول، وجملة المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط الذي هو "إن جاءت به".
الشاهد: قوله: "أقائلن" حيث دخلت فيه نون التوكيد، وهو اسم فاعل.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٥٠١/ ٢، ١٦/ ١، وابن هشام ٢٣/ ١، وابن الناظم، والسيوطي ص١٠٩، وفي همعه ٧٩/ ٢، والشاهد ٩٥٠ في الخزانة.
٢ قائله: لم أقف على اسم قائله، وهو من الكامل.
وتمامه:
لولاكِ لم يكُ للصبابة جانِحا =

<<  <  ج: ص:  >  >>