للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إعراب الفعل]

ارْفَعْ مُضارعا إذا يُجَرَّدُ ... من ناصبٍ وجازمٍ كتَسْعَدُ

يعني المضارع الذي لم "تباشره"١ نون التوكيد ولا نون الإناث، وإنما لم يقيده اكتفاء بتقديم ذلك في باب الإعراب.

وفهم من كلامه أنه يجب رفع المضارع "المعرب"٢ إذا لم يدخل عليه ناصب ولا جازم نحو: "أنت تسعد"، ولم ينص هنا على رافعه، وفيه أقوال:

الأول: أن رافعه وقوعه موقع الاسم، وهو قول البصريين.

والثاني: أن رافعه تجرده من الناصب والجازم، وهو "قول حذاق"٣ الكوفيين منهم الفراء.

والثالث: أن رافعه نفس المضارعة، وهو قول ثعلب.

والرابع: أن رافعه حروف المضارعة، ونسب إلى الكسائي.

واختار المصنف الثاني؛ لسلامته من النقض، بخلاف مذهب البصريين، فإنه ينتقض بنحو: "هلا تفعل"٤.

ورد مذهب الفراء بأن التعري عدم فلا يكون عاملا، وأجاب الشارح بأنا لا نسلم أن التجرد من الناصب والجازم عدمي؛ لأنه عبارة عن استعمال المضارع على أول أحواله مخلصا عن لفظ يقتضي تغييره، واستعمال الشيء والمجيء به على صفة ما ليس بعدمي. انتهى.

ولما ذكر أن رفعه مشروط بتجريده من الناصب والجازم أخذ يبينهما فقال:

وبِلَن انصبْه وكي كذا بأَنْ


١ أ، ج وفي ب "يباشر".
٢ أ، ج وفي ب: "المعري".
٣ أ، ج وفي ب "مذهب".
٤ لأن أداة التحضيض مختصة بالفعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>