للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[التعجب]

استعظام فعل ظاهر المزية، ويدل عليه بألفاظ كثيرة غير ما يذكر في هذا الباب نحو: "سبحان الله" و"لله دره"، لم يبوب لها في النحو؛ لكونها لم تدل عليه بالوضع بل بقرينة.

والمبوب له من ألفاظه: أفعَل وأفعِل, وقد أشار إلى الأول بقوله:

بأفعل انطق بعد ما تعجُّبا

أي: انطق بوزن أفعل بعد ما؛ لإنشاء التعجب أو في حال تعجبك.

فقوله: "تعجبا" مفعول له أو حال.

وأشار إلى الثاني بقوله:

أو جئ بأفعِل قبل مجرور ببا

يعني: أو جئ بوزن أفعل قبل اسم مجرور بباء الجر.

ثم قال: وتلو أفعل انصبنه

مذهب البصريين أنه مفعول به، وزعم الفراء ومن وافقه من الكوفيين أن نصبه على حد النصب في نحو: "زيدٌ كريمٌ الأبَ".

فإن قلت: شرط المجرور بعد أفعِل والمنصوب بعد ما أفعَل، أن يكون مختصا لتحصل به الفائدة، ولم ينبه على ذلك.

قلت: في تمثيله الآتي إرشاد إليه.

ثم مثل الصيغة الأولى بقوله:

........ كما ... أوفى خليلينا.......

وهو نظير: "ما أحسن زيدًا" فما اسم لعود الضمير عليها مبتدأ، قيل: بلا خلاف، وقد روي عن الكسائي: أنها لا موضع لها من الإعراب، وهو خلاف شاذ.

وبعد ثبوت اسميتها وأنها مبتدأ، ففي معناها خلاف. مذهب سيبويه وجمهور البصريين أنها اسم تام نكرة، والفعل بعدها خبرها، وهو الصحيح لأن

<<  <  ج: ص:  >  >>