للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عوامل الجزم]

هي ضربان: أحدهما: يطلب فعلا واحدا، والآخر: يطلب فعلين.

فالأول أربعة أحرف ذكرها في قوله:

بلا ولامٍ طالبا جَزْما ... في الفعل هكذا بلَمْ ولَمَّا

أما "لا" فتكون للنهي نحو: {لَا تَحْزَنْ} ١ وللدعاء نحو: {لا تُؤَاخِذْنَا} ٢.

وأما "اللام" فتكون للأمر نحو: {لِيُنْفِقْ} ٣ والدعاء نحو: {لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} ٤.

ولذلك قال "طالبا" فشمل الأمر والنهي والدعاء، واحترز به من "لا" غير الطلبية وهي النافية والزائدة، ومن لام غير طلبية كاللام التي ينتصب المضارع بعدها.

فأما "لا" فقال الشارح: تصحب فعل المخاطب والغائب كثيرا، وقد تصحب فعل المتكلم، فسوى بين المخاطب والغائب في الكثرة، ولم يفصل في المتكلم بين فعل الدعاء "وفعل"٥ المفعول، وهو موافق لظاهر الكافية والتسهيل، وفصل بعضهم فقال: إذا بنى الفعل للمفعول جاز دخول "لا" عليه سواء كان لمتكلم أو لمخاطب أو لغائب، وإذا بنى للفاعل فالأكثر أن يكون للمخاطب ويضعف للمتكلم نحو٦:

لا أعْرِفَن رَبْرَبا حُورا مَدَامِعُها


١ من الآية ٤٠ من سورة التوبة.
٢ من الآية ٢٨٦ من سورة البقرة.
٣ من الآية ٧ من سورة الطلاق.
٤ من الآية ٧٧ من سورة الزخرف.
٥ أ، ب.
٦ قائله: هو النابغة الذبياني، يخوف بني فزارة من النعمان بن الحارث الغساني، ويحذرهم بأسه، وكانوا قد نزلوا أرضا يحميها، وهو من البسيط.
وعجزه:
مُردِفَات على أعقَابِ أكْوَارِ=

<<  <  ج: ص:  >  >>