للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثال صرفه للتناسب قوله تعالى: {سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا} ١ وقرأ ابن مهران: "ولا يغوثًا ويعوقا ونسرا"٢.

وأجاز قوم صرف الجمع الذي لا نظير له في الآحاد اختيارا، وزعم قوم أن صرف ما لا ينصرف مطلقا لغة، قال الأخفش: وكأن هذه لغة الشعراء؛ لأنهم اضطروا إليه في الشعر "فجرت"٣ ألسنتهم على ذلك في الكلام.

وأما من منع صرف المستحق للصرف للضرورة، ففي جوازه خلاف:

مذهب أكثر البصريين منعه، وأكثر الكوفيين والأخفش والفارسي جوازه، واختاره المصنف، وهو الصحيح، لثبوت سماعه فمنه٤:د

وما كان حصنٌ ولا حابسٌ ... يفوقان مرداس في مَجمع

وأبيات أخر٥.

وفصل بعض المتأخرين بين ما فيه العلمية فأجاز منعه لوجود إحدى العلتين وبين ما ليس كذلك فصرفه، ويؤيده أن ذلك لم يسمع إلا من العلم.

وأجاز قوم منهم أحمد بن يحيى منع صرف المنصرف اختيارا.


١ من الآية ٤ من سورة الإنسان، نافع والكسائي.
٢ من الآية ٢٣ من سورة نوح.
٣ ب، ج وفي أ "فجرى".
٤ قائله: هو العباس بن مرداس الصحابي، وهو من المتقارب.
اللغة: "حصن" والد عيينه "حابس" والد الأقرع.
الإعراب: "ما" نافية "كان" فعل ماض ناقص "حصن" اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة "ولا حابس" عطف على اسم كان "يفوقان" فعل مضارع مرفوع بثبوت النون وألف الاثنين فاعل، والجملة في محل نصب خبر كان "مرداس" مفعول به "في مجمع" جار ومجرور متعلق بيفوقان.
الشاهد: قوله: "مرداس" حيث منعه من الصرف وهو اسم مصروف للضرورة.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٤٥٣/ ٢، وابن الناظم، والسيوطي ص١٤٣، وذكره في الهمع ٣٧/ ١، وابن يعيش ٦٨/ ١.
٥ منها قوله:
وقائلة: ما بال دَوْسر بَعْدنا ... صحا قلبه عن آل ليلى وعن هند؟
وقوله:
طلب الأرازق بالكتائب إذ هوت ... بشبيبَ غائلة النفوس غَدورُ

<<  <  ج: ص:  >  >>