للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قلت: ما معنى قوله: "استمر"؟

قلت: يشير إلى أن هذين الوجهين استمرا في كلامهم, واطردا بحيث لا يكادون يُثبتون الياء والألف إلا في الضرورة، وقد قرئ بهما في السبع.

فإن قلت: فأيهما أجود؟

قلت: نصّ بعضهم على أن الكسر أجود, وهو ظاهر.

فإن قلت: لم يذكر "ابنة أم" و"ابنة عم", وحكمهما حكم "ابن أم" و"ابن عم".

قلت: كأنه استغنى بذكر المذكر عن ذكر فرعه.

فإن قلت: قد يوهم اقتصاره على الكسر والفتح أن غيرهما ممتنع، وقد قال في التسهيل: وربما ثبتت أو قُلبت ألفا١ يعني: الياء.

قلت: الذي يفهم من قوله: "استمرا" أن غيرهما لم يستمر في الكلام, ولم يطرد كاطرادهما.

وهذان الوجهان ضعيفان؛ ولذلك قال: وربما، وفي الكافية: ونَدُرَ، وفي شرحها: ولا يكادون يُثبتون الياء والألف إلا في الضرورة.

وقال غيره: هما لغتان قليلتان.

ومن إثبات الياء قوله٢:


١ التسهيل ص١٨٢.
٢ قائله: هو أبو زيد الطائي, واسمه حرملة بن المنذر من قصيدة يرثي فيها أخاه, وتمامه:
أنت خَلَّيتني لدهر شديد, وهو من الخفيف
اللغة: "شُقَيق" تصغير شقيق, "لدهر" الأبد الممدود.
المعنى: يا أخي يا من نفسه كنفسي، لقد ذهبت وتركتني وحيدا أقاسي ويلات الزمن, وقد كنت ركنا أستند له، وظهيرا أعتمد عليه.
الإعراب: "يا" حرف نداء, "ابن" منادى منصوب بالفتحة الظاهرة, "أمي" ابن مضاف وأم مضاف إليه وأم مضاف وياء المتكلم مضاف إليه, "ويا" الواو عاطفة, ويا حرف نداء, "شقيق" =

<<  <  ج: ص:  >  >>