للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وافقْعَسا وأين مني فَقْعَسُ ... .......................

ثم نبه على ما لا تصح ندبته بقوله:

وما نُكِّر لم يُندب ولا ما أُبهما

الغرض من الندبة الإعلام بعظمة المصاب؛ فلذلك لا يندب إلا المعرفة السالم من إبهام، فلا تندب النكرة.

وأجاز الرياشي ندبة اسم الجنس المفرد، وقد جاء في الأثر: "واجبلاه" وهو نادر.

ولا يندب المبهم كاسم الإشارة والموصول بصلة لا تعينه، لا يقال: "واهذاه"١.

ولا "وامن ذَهَباه" لأن ذلك لا يقع به العذر للمتفجع.

ويجوز أن يندب الموصول بصلة تعينه لشهرتها. وإلى هذا أشار بقوله:

ويُندب الموصول بالذي اشْتَهَرْ ... كبئر زمزم يلي وامَنْ حَفَرْ

فتقول: "وامن حفر بئر زمزم" لأنه في الشهرة كالعلم.

ثم نبه على ما يلحق آخر المندوب فقال:

ومُنتهى المندوب صله بالألف

يشتمل منتهى المندوب آخر المفرد نحو: "وازيدا"، أو المضاف نحو: "واعبدا الملكا" وما طول به نحو: "واثلاثة وثلاثينا" والصلة نحو: "وامن حفر بئر زمزما" وعجز المركب نحو: "وامعدي كربا".

وقوله: "صله" يعني جوازا؛ لأن المندوب له استعمالان:

أحدهما: أن يجري مجرى غيره من المناديات كما تقدم.

والآخر: أن يوصل بالألف المذكورة.

فإن قلت: أطلق في وصل المندوب بالألف وقيده في التسهيل٢ بألا يكون


١ ب، ج. وفي أ "يا هذاه".
٢ التسهيل ص١٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>