للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولها: أن يكون بعدما يقتضي طلبا من لام أمر أو لا نهي أو أداة تحضيض أو عرض أو تمن أو استفهام بحرف أو باسم خلافا لمن خص ذلك بالهمزة وهل١، وقد أشار إلى هذا بقوله: "ذا طلب".

الثاني: أن يكون شرطا لأن مقرونة بما الزائدة نحو: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ} ٢.

وإلى هذا أشار بقوله: "أو شرطا إما تاليا" واحترز من الواقع شرطا لغير إما فإن توكيده قليل كما سنذكر.

الثالث: أن يكون جوابا لقسم بخمسة شروط:

الأول: أن يكون مستقبلا، فإن الحال لا يؤكد بالنون كما سبق، فإذا أقسم على فعل الحال صدر باللام وحدها كقراءة ابن كثير: "لَا أُقْسِمْ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ"٣. ومن منع الإقسام على فعل الحال أول الآية على إضمار مبتدأ، أي: لأنا أقسم، والمنع مذهب البصريين.

الثاني: أن يكون مثبتا، فإن كان منفيا لم تدخله النون نحو: "والله لا يقوم زيد".

وقد جاء توكيد المنفي في قوله٤:

تالله لا يُحمدنَّ المرءُ مُجْتَنِبَا ... فِعْلَ الكرامِ ولو فَاقَ الورَى حَسبَا


١ الأمثلة: لام الأمر نحو: "ليقومن محمد" والنهي نحو قوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا} والتحضيض نحو:
هلا تُمننَّ بوعد غير مخلفة ... كما عهدتك في أيام ذي سلم
والعرض نحو: "ألا تنزلن عندنا" والتمني نحو قوله:
فليتك يوم الملتقى ترينني ... لكي تعلمي أني امرؤ بك هائمُ
والاستفهام نحو:
وهل يمنعني ارتيادي البلا ... د من حذر الموت أن يأتينْ
فأقبلْ على رهطي ورهطك نبتحث ... مساعينا حتى ترى كيف نفصلا
٢ من الآية ٥٨ من سورة الأنفال.
٣ من الآية ١ من سورة القيامة.
٤ قائله: لم أقف على قائله، وهو من البسيط.
الإعراب: "تالله" التاء حرف قسم ولفظ الجلالة مقسم به "لا يحمدن" لا نافية ويحمدن فعل مضارع مبني للمجهول، وهو مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد "المرء" نائب فاعل "مجتنبا" حال "فعل" مفعول مجتنبا "الكرام" مضاف إليه "ولو فاق" لو حرف امتناع وفاق فعل ماض والفاعل ضمير مستتر فيه "حسبا" تمييز.
الشاهد: قوله: "لا يحمدن" حيث أكد الفعل المنفي.
مواضعه: ذكره الأشموني ٤٩٦/ ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>