للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما بعد القسم فهو واجب عند البصريين بالشروط المذكورة، فلا بد عندهم من اللام والنون، وأجاز الكوفيون تعاقبهما، وقد ورد في الشعر.

وقوله:

وقَلَّ بعد ما ولم وبعد لا

يعني: أن التوكيد بالنون قَلَّ بعد هذه الأربعة:

الأول: "ما" والمراد بها الزائدة كقولهم:

"بعَيْنٍ ما أَرَيَنَّكَ وبِجُهْدٍ ما تَبْلُغَنْ"١.

وقوله٢:

ومن عِضَةٍ ما يَنْبُتنَّ شَكيرُهَا

وقوله٣:

قليلا به ما يَحْمَدَنَّك وارِثٌ


١ "بعين ما أرينك" تقول لمن يخفي أمرا أنت به بصير "وبجهد ما تبلغن" تقوله لمن حملته فعلا فأباه أي: لا بد لك من فعله مع مشقة.
٢ قائله: لم ينسب لقائل -وهو مثل عربي يضرب للفرع الذي ينشأ كأصله- وهو من الطويل.
وصدره:
إذا مات منهم سيِّدٌ سَرق ابنه
اللغة: "عضة" شجر ذات شوك من أشجار البادية، والجمع عضاه "شكيرها" الشكير: ما ينبت حول الشجرة من أصلها.
المعنى: إذا مات من هؤلاء القوم شخص سرق ابنه صفاته وخلاله وأصبح مثله، وإنما يجيء الفرع وفق أصله.
الإعراب: "إذا" ظرف للمستقبل "مات" فعل ماض "منهم" جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من سيد "سيد" فاعل والجملة في محل جر بإضافة إذا "ابنه" فاعل سرق "ومن عضة" جار ومجرور متعلق بينبتن "ما" زائدة "شكيرها" فاعل ينبتن والهاء مضاف إليه.
الشاهد: قوله "ينبتن" فقد أكد بالنون الثقيلة لوقوعه بعد "ما" الزائدة غير المسبوقة بإن الشرطية.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٤٩٧/ ٢، وابن هشام ٣١٠/ ٣، وذكره سيبويه ١٥٣/ ٢، والشاهد ٩٤٧ في الخزانة.
٣ قائله: هو حاتم الطائي، وهو من الطويل.
وتمامه:
إذا نال مما كنتَ تجمع مَغْنما =

<<  <  ج: ص:  >  >>