للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرعان:

الأول: إذا سُمي بكلتا من قولك: "قامت كلتا جارتيك" منعت الصرف؛ لأن ألفها للتأنيث، وإن سميت بها من قولك: "رأيت كلتيهما أو كلتي المرأتين" على لغة كنانة صرفت؛ لأن ألفها إذ ذاك منقلبة وليست للتأنيث.

الثاني: إذا رخمت حبلوى على لغة الاستقلال عند من أجازه وقلت: يا حبلى١ ثم سميت به صرفت، ولما ذلك في كلتا. ثم قال:

وزائدا فَعْلانِ في وَصْفٍ سَلِمْ ... مِنْ أن يُرَى بتاء تأنيثٍ خُتِمْ

أي: ويمنع صرف الاسم أيضا زائدا فعلان، وهما الألف والنون في مثال فعلان صفة لا تختم بتاء التأنيث، وذلك يشمل نوعين:

أحدهما: ما مؤنث فعلى نحو: سكران وسكرى، وهو متفق على منع صرفه.

والآخر: ما لا مؤنث له، نحو: لحيان لكبيرة اللحية، وهذا فيه خلاف، والصحيح منع صرفه؛ لأنه وإن لم يكن له فعلى وجودا فله فعلى تقديرا؛ لأنا لو فرضنا له مؤنثا لكان فعلى أولى به من فعلانة؛ لأن باب سكران أوسع من باب ندمان، والتقدير في حكم الوجود بدليل الإجماع على منع صرف أكمر وآدر٢ مع أنه لا مؤنث له.

واحترز من فعلان الذي مؤنثه فعلانة؛ لأنه مصروف نحو: ندمان وندمانة.

وقد جمع المصنف ما جاء على فعلان ومؤنثه فعلانة في قوله:

أجِز فعلى لفعلانه ... إذا استثنيت حبلانا

ودَخْنَانا وسَخْنَانا ... وسَيْفانا وصَيْحانا

وصَوْجَانا وعَلانا ... وقَشْوانا ومصانا

وموتانا وندمانا ... وأبتعهن نصرانا


١ حذفت ياء النسب المشددة للترخيم، ثم قلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، وإنما صرفت لأن الألف ليست للتأنيث، بل هي منقلبة عن الواو.
٢ أكمر: لعظيم الكمرة -بفتح الميم- وهي الحشفة، وآدر -بالمد- لكبير الأنثيين.

<<  <  ج: ص:  >  >>