للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذه الأجوبة تلزمها الفاء؛ لأنها لا يصلح جعلها شرطا، وخطب التمثيل سهل.

وقد تحذف الفاء الواجب ذكرها للضرورة كقوله١:

مَنْ يفعلِ الحساتِ اللهُ يشكرها ... .............................

وقال الشارح: لا يجوز تركها إلا في الضرورة أو ندور، ومثل الندور بما أخرجه البخاري من قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: "فإن جاء صاحبها وإلا استمتع بها" ٢، وعن المبرد إجازة حذفها في الاختيار، وقد جاء حذفها وحذف المبتدأ في قوله٣:


١ قائله: هو عبد الرحمن بن سيدنا حسان بن ثابت، وهو من شواهد سيبويه.
وعجزه:
والشر بالشر عند الله مثلان
وهو من البسيط.
المعنى: من يفعل الخير والمعروف يحظَ برضاء الله وشكره والجزاء المضاعف، ومن يفعل الشر يجازى مثله.
الإعراب: "من" اسم شرط جازم يجزم فعلين -مبتدأ- "يفعل" فعل الشرط مجزوم وحرك بالكسر للتخلص من الساكنين، وفاعله يعود على من "المحسنات" مفعوله منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم "الله" مبتدأ "يشكرها" الجملة خير المبتدأ في محل رفع، وجملة المبتدأ والخبر جواب الشرط، وجملة الشرط وجوابه خبر المبتدأ "من" "الشر" مبتدأ والباء في بالشر للمقابلة "عند" منصوب على الظرفية "الله" مضاف إليه "مثلان" خبر المبتدأ.
الشاهد: قوله: "الله يشكرها" فإنها جملة اسمية، وقد وقعت جوابا للشرط، وكان يجب أن تقترن بالفاء، ولكنها حذفت للضرورة.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٥٨٧/ ٣، وابن هشام ٤٠١/ ٣، وابن الناظم، والسيوطي ص١١٧، وفي الهمع ٦/ ٢، وفي المغني ٦٥/ ١، وسيبويه ٤٣٥/ ١، والشاهد ٦٩١ في الخزانة.
٢ أي: في شأن اللقطة، وجواب الشرط الأول محذوف للعلم به أي: فأدها إليه.
٣ قائله: هو فلان الأسدي، وهو من الطويل.
وصدره:
بنى ثعل لا تنكعوا العنزَ شربها
اللغة: "ثعل" قبيلة من طيئ "ينكح العنز" من نكعت الناقة: جهدتها حلبا "العنز" الماعزة، وهي الأنثى من المعز "شربها" -بكسر الشين- وهو الحظ من الماء. =

<<  <  ج: ص:  >  >>