للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أشار إلى الأول بقوله:

إن صح صوغُ صلةٍ منه لألْ

ثم مثل فقال:

كصوغ واقٍ من وَقَى الله البَطَلْ

فإن أخبرت عن الفاعل قلت: "الواقي البطلَ اللهُ" أو عن المفعول قلت: "الواقيه اللهُ البطلُ". ونبه عن الثاني في التسهيل.

وإن يَكُنْ ما رَفَعَتْ صلة أل ... ضميرَ غيرِها أُبِينَ وانْفَصَلْ

إذا رفعت صلة أل ظاهرا كالمثال "السابق"١ فلا إشكال فيه، وإن رفعت ضميرا، فإن كان لأل وجب استتاره، وإن كان لغيرها وجب إبرازه.

فإذا أخبرت عن التاء من قولك: "ضربت زيدا".

قلت: الضارب زيد أنا، فيستكن مرفوع الصلة؛ لكونه لأل.

وإذا أخبرت عن زيد من المثال قلت: الضاربه أنا زيد، فتبرزه لكونه لغيرها؛ لأن الصفة متى جرت على غير من هي له يستكن مرفوعها.

تنبيه:

ذكر الأخفش مسألتن يخبر فيهما بأل ولا يصح الإخبار فيهما بالذي.

الأولى: "قامت جاريتا زيد لا قعدتا" فإذا أخبر عن زيد قلت: القائم جاريتاه لا القاعدتان زيد.

ولو أخبرت بالذي فقلت: "الذي قامت جاريتاه لا الذي قعدتا زيد" لم يجز؛ لأنه لا ضمير يعود على الجملة المعطوفة، وقد أجاز بعض النحويين: "مررت بالذي قام أبواه لا الذي قعدا".

فعلى هذا يجوز في الإخبار في المسألة بالذي أيضا.

الثانية: "المضروب الوجه زيد" ولا يجوز "الذي ضرب الوجه زيد".

قلت: وينبغي أن يجيزه من أجاز تشبيه الفعل اللازم بالمتعدي.

واعلم أن باب الإخبار طويل، فلنكتف بما تقدم.


١ ب، ج.

<<  <  ج: ص:  >  >>