للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وقد أشار إلى ذلك بعد بقوله:

ما لم يُضاعَفْ في الأعم ذو الألف

وسيأتي.

فُعْلٌ لنحو أحْمَر وحَمْرَا

من أمثلة جمع الكثرة فُعْل، وهو مطرد في أفل فعلاء، صفتين متقابلتين نحو أحمر وحمراء فتقول فيهما: حمر. ومنفردين لمانع في الخلقة، نحو رجل أكمر -للعظيم الكمرة١- وامرأة عفلاء٢ فتقول فيهما: كُمْر وعُفْل، فإن كانا منفردين لمانع في الاستعمال خاصة نحو: رجل آلى٣ وامرأة عجزاء٤ ولم يقولوا: رجل أعجز ولا امرأة ألياء في أشهر اللغات؛ ففي اطراد فُعْل في هذا النوع خلاف. ونص في شرح الكافية على اطراده، وتبعه الشارح، ونص في التسهيل على أن فُعْلا فيه محفوظ.

فإن قلت: فما المفهوم من كلامه هنا؟

قلت: موافقة شرح الكافية؛ لأنه أحال على التمثيل بأحمر وحمراء، فكل ما شابهه في الوزن والوصف جمع جمعها، وإن خص كلامه بالمتقابلين لخصوصية المثال لم يستقم لخروج المنفردين لمانع، فتعين التعميم.

تنبيهان:

الأول: يجب كسر فاء هذا الجمع فيما عينه ياء نحو بيض؛ لما سيذكر في التصريف.

الثاني: يجوز في الضرورة ضم عين هذا الجمع بثلاثة شروط: صحة عينه، وصحة كلامه، وعدم التضعيف، كقوله٥:

............................ ... وأنكرَتْنِي ذواتُ الأعين النُّجُلِ


١ مانع خلقي بأن تكون خلقة المذكر أو المؤنث غير قابلة للوصف.
والأكمر: العظيم الكمرة وهي حشفة الذكر.
٢ عفلاء: العفل: شيء يجتمع في قبل المرأة يشبه الأدرة للرجل، والأدرة: الخصية المنتفخة.
٣ آلى: كبير الألية، والأصل أألى بهمزتين ثانيتهما ساكنة، فقلبت الهمزة الثانية ألفا، وكذا الياء لتحركها وانفتاح ما قبلها.
٤ عجزاء: أي كبيرة العجز.
٥ قائله: لم أقف على اسم قائله، وهو من البسيط.
وصدره:
طوى الجديدان ما قد كنت أنشره =

<<  <  ج: ص:  >  >>