للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وزيد شرط رابع، وهو ألا يكون منصوبا في أشهر اللغات. وأما قوله١:

لقد خشيتُ أن أرى جدبا ... ........................

فضرورة.

قلت: وقد لا يحتاج إلى هذا الشرط؛ لأن المنصوب المنون إذا أبدل تنوينه ألفا، لم يكن الحرف الذي قبل الألف موقوفا عليه. بل الموقوف عليه إنما هو الألف، والكلام في أحكام الموقوف عليه.

تنبيه:

لم يؤثر الوقف بالتضعيف عن أحد من القراء إلا عن عاصم، فعنه أنه وقف على قوله تعالى: "مستطر"٢ في القمر -بالتشديد- والله أعلم.

ثم أشار إلى النقل بقوله:

........ وحركات انقلا ... لساكن تحريكه لن يُحظلا

النقل: تحويل حركة "الحرف"٣ إلى الساكن قبلها، وذكر له ثلاثة شروط:


١ قائله: هو رؤبة بن العجاج، وقيل: لغيره، وهو من الرجز.
وتمامه:
مثل الحريق وافق القصبا
اللغة: "جدبا" -بتشديد الباء- وهو نقيض الخصب، والجدب: هو القحط بانقطاع المطر "الحريق" أراد: النار المشتعلة "القصبا" كل نبات يكون ساقه أنابيب وكعوبا.
الإعراب: "لقد" اللام للتأكيد وقد حرف تحقيق "خشيت" فعل وفاعل "أن أرى" في محل النصب على المفعولية، وأرى هنا تنصب مفعولا واحدا؛ لأنها بصرية "جدبا" مفعول أرى وفاعلها ضمير مستتر فيه "مثل" على رواية الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف، أي: هو مثل "الحريق" مضاف إليه "وافق" فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه "القصبا" مفعول به، وجملة الفعل الماضي وفاعله ومفعوله في محل جر صفة للحريق أو في محل نصب حال منه؛ وذلك لأنه اسم مقترن بأل الجنسية.
الشاهد: قوله: "جدبّا" حيث ضعف آخرها للوقف ثم حركها ضرورة.
مواضعه: ذكره الأشموني ٧٦١/ ٣، وابن هشام ١٩٩/ ٤، وشرح الشافية ٣١٩/ ٢، وسيبويه ٢٨٢/ ٢.
٢ من الآية ٥٣ من سورة القمر.
٣ ب "الهمزة".

<<  <  ج: ص:  >  >>