للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تنبيهات:

الأول: هذا الإبدال جار فيما كان على فاعل وفاعلة، ولم يكن اسم فاعل، كقولهم: "جائز" وهو البستان، قال ١:

صَعْدَةٌ نَابِتَةُ في جائزٍ.. أَيْنَمَا الريحُ تُميِّلها تَملْ

وكقولهم: "جائزة" - وهي خشبة تجعل في وسط السقف، وكلام الناظم هنا وفي الكافية لا يشمل ذلك، وقد نبه عليه في التسهيل.

الثاني: اختلف في هذا الإبدال، فقيل: أبدلت الواو والياء همزة، كما قال المصنف، وقيل: بل قلبتا الفا، ثم أبدلت الألف همزة، كما تقدم في نحو كساء ورداء وكسرت الهمزة على أصل التقاء الساكنين، وبهذا قال أكثرهم. وقال المبرد: أدخلت ألف فاعل فبل الألف المنقلبة في قال وباع وأشباههما، فالتقى ألفان وهما ساكنان، فحركت العين لأن أصلها الحركة، والألف إذا تحركت صارت همزة.

الثالث: يكتب نحو: "قائل، وبائع" بالياء على حكم التخفيف، لأن قياس الهمزة في ذلك ان تُسَهَّل بين الهمزة والياء. فلذلك كتبت ياء، وأما إبدال الهمزة في ذلك ياء محضة فنصوا على انه لحن وكذلك تصحيح الياء في "بائع" ولو جاز تصحيح الياء في بائع لجاز تصحيح الواو في "قائل".


١ قائله هو كعب بن جعيل - يصف امرأة شبه قدمها بالقناة - وهو من الرمل-.
اللغة: "صعدة" بفتح الصاد - هي القناة التي تنبت مستوية فلا تحتاج إلى تقويم ولا تثقيف.
ويقولون امرأة صعدة اي مستقيمة القامة مستوية على التشبيه بالقناة كما يشبهونها بغصن البان وبالخيزران.
المعنى: شبه امراة - ذكرها في بيت سابق - بقناة مستوية لدنة قد نبتت في مكان مطمئن الوسط مرتفع الجوانب والريح تعبث بها وتميلها وهي تميل مع الريح.
الإعراب: "صعدة" خبر مبتدأ محذوف، أي هي صعدة، "نابتة" صفة لصعدة، "في جائز" جار ومجرور متعلق بنابتة "أينما" اسم شرط جازم يجزم فعلين، وهو مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية المكانية، وما زائدة، "الريح" فاعل لفعل محذوف يقع فعلاً للشرط يفسره ما بعده، "تميلها" جملته لا محل لها مفسرة للفعل المحذوف، "تمل" فعل مضارع جواب الشرط، مجزوم بالسكون، وفيه ضمير مستتر فاعل.
الشاهد: قوله "جائز" فإنه على وزن فاعل - اسم للبستان - وليس باسم فاعل فيجوز فيه إبدال الياء همزة كما يجوز في فاعل الذي هو اسم فاعل.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية الأشموني ٨٢٧/٣، وابن عقيل ٢٧٣/٢ وابن الناظم.

<<  <  ج: ص:  >  >>