للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

.................... ... وكَحَّل العنين بالعوَاوِرِ

يريد: العواوير؛ لأنه جمع عُوَّار -وهو الرمد- فحذف الياء ضرورة، فهذا مفصول عن الطرف تقديرا ولو اضطر شاعر ففصل بمدة زائدة في مثال مفاعل لم يتعد بها ووجبت الهمزة كقوله١:

..................... ... فيها عيائيلُ أُسودٌ ونَمُرْ

وهو عكس عواور.

الثالث: لا يختص هذا الإبدال بتالي ألف الجمع، بل لو بنيت من القول مثل عُوَارض قلت: "قُوائل" بالهمز، هذا مذهب سيبويه والجمهور، وخالف الأخفش والزجاج فذهبا إلى منع الإبدال في المفرد لخفته بخلاف الجمع.

فإن قلت: فكان ينبغي للناظم أن ينبه على هذا.

قلت: قوله: "مد مفاعل" شامل له فإنه لم يقيده بالجمعية.


= اللغة: "حنى" قوس "ثاثري" قاتلي، والثأر: الدم والطلب به والجمع: أثآر وآثار، وثأر به: طلب دمه وقتل قاتله "كحل العينين" وضع فيها الكحل تزيينا لها "العواور" جمع عوار -وهو اللحم ينزع من العين- وسائل يؤخذ من شجر ويجفف ويوضع في العين، ويروى: ثاغري بدل ثاثري.
وقد جعل الشاعر ما فعله الدهر بعينه من الأذى والوجع -كحلا على طريق المجاز.
الإعراب: "حنى" فعل ماض وفاعله الضمير المستتر فيه الذي يرجع إلى الدهر "عظامي" مفعول به والياء مضاف إليه "وأراه" أرى تنصب مفعولين والفاعل ضمير مستتر والأول الهاء والثاني ثاثري "وكحل" فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه يعود على الدهر "العينين" مفعول به "بالعواور" جار ومجرور متعلق بكحل.
الشاهد: قوله: "العواور" فإن أصله العواوير.
مواضعه: ذكره الأشموني في شرح الألفية ٨٢٩/ ٣، وابن هشام ٢٥٢/ ٤ وابن الناظم، وسيبويه ٣٧٤/ ٢.
١ مضى شرحه في جمع التكسير.
والشاهد فيه قوله: "عيائيل" حيث وجبت الهمزة وفصل بمدة زائدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>