للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول الشاعر١:

دامن سعدك إن رحمت متيما

وشذ لحاقها اسم الفاعل في قوله٢:

أقائلن احضروا الشهودا


١ قال في شرح الشواهد الكبرى ج١ ص١٢٠: "لم أقف على اسم قائله" وقد بحثت فلم أعثر له على قائل. وهو من الكامل.
وتمامه:
لولاك لم يك للصبابة جانحا
الشرح: "دامن" أصله من الدوام ودخله نون التوكيد على وجه الشذوذ "سعدك" خطاب لمحبوبته, المتميم" بالتشديد: من تيمه الحب إذا عبده "الصبابة": المحبة والعشق, "الجانح" من جنح إذا مال.
الإعراب: "دامن" فعل "سعدك" فاعل والكاف مضاف إليه وهي في الحقيقة جملة دعائية "إن" شرطية "رحمت" جملة من الفعل والفاعل -فعل الشرط- "متيما" مفعول به، والجواب محذوف تقديره: لو رحمت متيما أدام الله سعدك وأغنت عن ذلك الجملة المتقدمة "لولاك" لولا امتناع لوجود وقد وليها ههنا ضمير وكان حقها أن يكون ضمير رفع نحو قوله تعالى {لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ} ولكن جاء قليلا لولاك ولولاي ولولاه خلافا للمبرد، ثم عند الجمهور أنها جارة للضمير وموضع المجرور رفع بالابتداء والخبر محذوف وقد سد مسده جواب لولا، وهي الجملة التي بعده.
وقال الخليل: لولا لا تجر ولكنهم أنابوا الضمير المخفوض عن المرفوع كما عكسوا إذ قالوا ما أنا كأنت ولا أنت كأنا. "لم يك" لم حرف نفي ويك مجزوم بلم وأصله لم يكن فحذفت النون تخفيفا والضمير المستتر فيه العائد إلى المتيم وهو اسم يكن, ولم يكن جواب لا. "جانحا" خبره وللصبابة يتعلق به.
الاستشهاد فيه: "في قوله "دامن" حيث دخلت فيه نون التأكيد وهو ماض ونون التوكيد من خواص الأمر والمضارع، وهو قليل شاذ، قال ابن هشام في المغني ١/ ١٨: "والذي سهله أنه بمعنى أفعل".
مواضعه: ذكره الشاطبي في شرح الألفية، وابن هشام في المغني ٢/ ٢٢.
والسيوطي في الهمع ٣/ ٧٨، وفي الخزانة الشاهد ٨٣.
٢ قائله رؤبة بن العجاج, وهو من الرجز المسدس.
وقبله:
أريت إن جاءت به أملودا
الشرح: "أملود" -بضم الهمزة وسكون الميم وضم اللام: الناعم، "أريت" أصله أرأيت حذفت الهمزة منه للتخفيف. ومعنى أرأيت: أخبرني.
المعنى: أخبرني إن جاءت هذه بشاب يتزوجها, رشيق القوام أآمر أنت بإحضار الشهود لعقد نكاحها عليه؟ والاستفهام إنكاري مراد به التهكم والسخرية لأن مثل الحضري لا =

<<  <  ج: ص:  >  >>