للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا في غاية الندور.

وقوله: وفي لدنِّي لدُنِي قل، يعني: أن الأكثر في لدني إلحاق النون وحذفها قليل.

وبالحذف قرأ نافع١: "قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِي عُذْرًا"٢.

قال في شرح التسهيل: وزعم سيبويه٣ أن عدم لحاقها للدن من الضروريات٤ وليس كذلك بل هو جائز في الكلام الفصيح، ومن ذلك قراءة من قرأ "من لدني عذرا" بتخفيف النون وضم "الدال"٥ ولا يجوز أن تكون نون "لدني" نون الوقاية؛ لأن "لد"٦ متحرك الآخر، والنون في "لدن" وأخواتها إنما جيء بها لصون "أواخرها"٧ من زوال السكون فلاحظ فيها لما آخره متحرك.

وإنما يقال في "لد" مضافة إلى الياء "في"٨ "لدى" نص على ذلك سيبويه٩.

واعترض: بأن سيبويه لم ينص على أن عدم لحاقها "للدن" من الضرورات. وفي قدني وقطني مثل لدن "في أن إثبات"١٠ النون فيهما هو الأكثر، ولذلك قلل الحذف بقوله: الحذف أيضا قد يفي. وليس بعكس "لدن" خلافا للشارح١١.


١ هو أبو الحسن نافع بن عبد الرحمن المدني، أحد أصحاب القراءات السبع، وأصله من أصبهان، وكان إمام الناس في القراءة بالمدينة، وانتهت إليه رئاسة الإقراء بها. وقرأ على سبعين من التابعين وأجمع الناس عليه بعدهم. وتوفي سنة ١٦٩هـ تسع وستين ومائة.
٢ سورة الكهف: ٧٦.
٣ راجع الكتاب ج١ ص٣٨٧.
٤ راجع الكتاب ١/ ٣٨٦.
٥ أ، ب وفي ج "الذال".
٦ أ، ب وفي ج "لدن".
٧ ب، ج وفي أ "أواخره".
٨ ب.
٩ قال سيبويه ج١ ص٣٨٧: "فقال من قبل إن الألف في لدا والياء في على اللذين قبلهما حرف مفتوح لا تحرك في كلامهم واحدة منهما لياء الإضافة ويكون التحريك لازما لياء الإضافة ... ". ا. هـ.
١٠ ب وفي أ، ج "فإثبات".
١١ قال الشارح ص٢٨: "وأما قد وقط فبالعكس من لدن؛ لأن قدي وقطي في كلامهم أكثر من قدني وقطني". ا. هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>