للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قلت: تمثيله ببنات الأوبر ليس بجيد؛ لأن مذهب "المبرد"١ أنه نكرة وأل فيه للتعريف.

قلت: نص سيبويه على أنه علم جنس، وأفادنا تمثيله به أنه موافق لسيبويه، ثم انتقل إلى القسم الأول وهو الذي يزاد لمعنى. فقال:

وبعض الأعلام عليه دخلا ... للمح ما قد كان عنه نقلا

إنما قال "بعض الأعلام" لأن منها ما لا يدخل عليه للمح كالمنقول من قبل نحو "يزيد" إلا في الضرورة٢، وظاهر قوله: "للمح ما قد كان عنه نقلا" أنها تدخل للمح الأصل لا للمح الوصف، وهو ظاهر كلامه في التسهيل وشرحه، ويؤيده أنه مثل بالمنقول من صفة "كحارث", ومن مصدر "كفضل", ومن اسم عين "كنعمان" وهو من أسماء الدم.

كالفضل والحارث والنعمان٣

وقول الشارح، وقد يكون "في"٤ المنقول من مصدر أو اسم عين؛ لأن المصادر وأسماء الأعيان قد تجري مجرى الصفات في الوصف بها على التأويل٥ فيقتضي أن اللمح للوصف.

وهذا هو المشهور في عباراتهم.

تنبيه:

اعلم أن في تمثيله "بالنعمان" نظر.

لأنه مثل به في شرح التسهيل لما قارنت الأداة نقله، وعلى هذا فالأداة فيه لازمة، وإذ كانت للمح لم تكن لازمة٦.


١ أ، ج وفي ب "للخليل".
٢ كقول الشاعر:
رأيت الوليد بن اليزيد مباركا ... شديدا بأعباء الخلافة كاهله
فضرورة سهلها تقدم ذكر الوليد. ا. هـ. أشموني ج١ ص٨٥.
٣ أ، ج.
٤ أ، ج وفي ب "من".
٥ الشارح ص١.
٦ راجع الأشموني ١/ ٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>