للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال المصنف: وأسهل منه تقدير خبر قبل العاطف، مدلول عليه بخبر ما بعده١.

فإن قلت: ما وجه رفع المعطوف على اسم إن وما ألحق بها؟

قلت: مذهب المحققين: أنه مبتدأ محذوف الخبر، لدلالة خبر "إن" عليه، وهو من عطف الجمل لا من عطف المفردات، وقد أوضح ذلك في شرح التسهيل.

فإن قلت: ظاهر قوله:

وجائز رفعك معطوفا على ... منصوب إنَّ..................

يخالف ما ذكرته.

قلت: تجوز في تسميته معطوفا على الاسم؛ لأن صورته صورة المعطوف.

ثم قال:

وخففت إن فقل العمل

إهمالها: إذا خففت هو القياس؛ لزوال اختصاصها، وإعمالها ثابت بنقل سيبويه٢.

ومنه: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} ٣.

ثم قال:

وتلزم اللام إذا ما تهمل

علة لزومها الفرق بين "إنْ" المخففة و"إن" النافية، وتسمى هذه اللام الفارقة.

فإن قلت: هل هي لام الابتداء أم غيرها؟

قلت: مذهب سيبويه٤ أنها لام الابتداء ألزمت للفرق وهو اختيار المصنف وهو مفهوم من قوله هنا "وتلزم اللام" يعني اللام المتقدم ذكرها بعد المشددة.


١ التقدير: إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن والصابئون والنصارى كذلك، و {مَنْ آَمَنَ} : مبتدأ خبره {فَلَا خَوْفٌ} والجملة خبر إن. ا. هـ. صبان ١/ ٢٢٧.
٢ قال سيبويه ج١ ص٢٨٣: "وحدثنا من نثق به أنه سمع من العرب من يقول: "إن عمرا لمنطلق", وأهل المدينة يقرءون: "وإن كلا لَمَا ليوفينهم", يخففون وينصبون.
٣ سورة هود ١١١, قراءة نافع بإسكان النون وتخفيف الميم.
٤ قال سيبويه ج١ ص٢٧٣: "فاعلم أنهم يقولون: "إن زيد لذاهب وإن عمرو لخير "منك" لما خففها جعلها بمنزلة "لكن" حين خففه وألزمها اللام لئلا تلتبس بإن التي هي بمنزلة "ما" التي ينفي بها ومثل ذلك: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} . ا. هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>