للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفهم من قوله: "وبعد ذاك".

أن خبرها لا يتقدم على اسمها, وهو واضح١.

ثم انتقل إلى المفرد فقال:

وركب المفرد فاتحا......

سبب بنائه عند سيبويه٢ والجماعة تركيبه مع "لا" كخمسةَ عشرَ.

والمفرد في هذا الباب ما ليس مضافا، ولا شبيها به، فشمل المثنى والمجموع.

ويبنى على ما ينصب به، فإن كان ينصب بالفتحة بني عليها نحو: "لا رجل" أو بالياء فكذلك نحو: "لا غلامين, ولا حامدين لزيد" وإن كان ينصب بالكسرة جاز فيه وجهان:

استصحاب كسرة وفتحة خلافا لابن عصفور في التزام فتحه.

قال المصنف: والفتح أولى. ا. هـ٣، وبالوجهين روي قوله:

............................. ... ..... ولا لذات للشيب٤


١ راجع الأشموني في ١/ ١٥٠.
٢ قال سيبويه ج١ ص٣٤٥: " ... ونصبها لما بعدها كنصب إن لما بعدها وترك التنوين لما تعمل فيه لازم؛ لأنها جعلت وما عملت فيه بمنزلة اسم واحد نحو خمسةَ عشرَ ...
فجعلت وما بعدها كخمسةَ عشرَ في اللفظ وهي عاملة فيما بعدها كما قالوا: يابن أم. فهي مثلها في اللفظ وفي أن الأول عامل في الآخر". ا. هـ.
٣ قال في التسهيل ص٦٧: "والفتح في نحو ولا لذات للشيب أولى من الكسر".
٤ جزء من بيت لسلامة بن جندل السعدي, يأسف على فراق الشباب من قصيدة بائية من البسيط.
وتمامه:
إن الشباب الذي مجد عواقبه ... فيه نلذ............................
ويروى: أودى الشباب.
الشرح: "مجد عواقبه" المراد أن نهايته محمودة "الشيب" -بكسر الشين- أي: لذي الشيب.
المعنى: إن الشباب الذي تحمد عواقبه وترتاح له النفوس, فيه نجد اللذة، ولا لذة في زمن الشيخوخة.
الإعراب: "إن" حرف توكيد ونصب, "الشباب" اسمها, "الذي" اسم موصول نعت للشباب, "مجد" يجوز أن تكون خبرا لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو مجد, "وعواقبه" على هذا نائب فاعل مجد لأنه مصدر بمعنى اسم المفعول، ويجوز أن يكون "مجد" خبرا مقدما و"عواقبه" مبتدأ مؤخرا وجاز الإخبار بالمفرد وهو مجد عن الجمع وهو عواقب؛ =

<<  <  ج: ص:  >  >>