للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم قال: "وزعمت" لغير المتيقن، ومصدرها زَعْم وزُعْم وزِعْم١.

قال السيرافي: الزَّعْم قول يقترن به اعتقاده صح أو لم يصح.

فإن كانت بمعنى كفل أو رأس تعدت إلى واحد تارة بنفسها وتارة بحرف الجر. وإن كانت بمعنى سمن وهزل فهي لازمة.

ثم قال "عد" للظن كقوله:

فلا تعدد المولى شريكك في الغنى٢ ... ...............................................

فإن كانت بمعنى "حسب" من "الحسبان"٣ تعدت إلى واحد.

ثم قال: "حجا" للظن، وهي غريبة ومضارعها يحجو، فإن كانت بمعنى غلب من المحاجاة، أو قصد أو رد، أو ساق أو كتم تعدت إلى واحد، فإن كانت بمعنى أقام أو بخل فهي لازمة.


١ قال الصبان ٢/ ١٥: "تثليث الزاي كما في القاموس" وفي مختار الصحاح صفحة ٢٩٣: "بالحركات الثلاث على زاي المصدر".
٢ صدر بيت قائله النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي، ولد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم, وهو أول مولود للأنصار بعد الهجرة, وهو من قصيدة ميمية من الطويل.
وعجزه:
ولكنما المولى شريكك في العدم
الشرح: "لا تعدد" لا تظن "المولى" يطلق في الأصل على عدة معان, والمراد منه هنا الحليف أوالناصر، "العدم" -بضم العين وسكون الدال- الفقر, يقال: عدم الرجل يعدم بوزن علم يعلم- وأعدم فهو معدوم إذا افتقر.
المعنى: لا تظن أن صديقك هو الذي يشاطرك المودة أيام غناك ويسرك وصفاء حالك، فإنما الصديق الحق هو الذي يلوذ بك ويشاركك أيام فقرك وحاجتك وضيق ذات يدك وتألب الحادثات عليك.
الإعراب: "فلا" ناهية "تعدد" مضارع مجزوم بها وفاعله ضمير مستتر فيه, "المولى" مفعول أول, "شريكك" مفعول ثان والكاف مضاف إليه, "في الغنى" جار ومجرور متعلق بشريكك, "ولكنما" حرف استدراك وماكافة, "المولى" مبتدأ, "شريك" خبر والكاف مضاف إليه, "في العدم" جار ومجرور متعلق بشريك.
الشاهد: في "فلا تعدد المولى شريكك" حيث استعمل المضارع من "عد" بمعنى الظن ونصب به مفعولين: أحدهما "المولى" والثاني: "شريكك".
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ص٧٩، وابن هشام ١/ ٢٢٩، وابن عقيل ١/ ٢٤٣، والسندوبي، وداود، والأشموني ١/ ١٥٧، والسيوطي ص٤٢, وأيضا ذكره في همع الهوامع ١/ ١٤٨.
٣ ب، ج. وفي أ "الحساب".

<<  <  ج: ص:  >  >>