للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلت: الضمير في قوله: "ظهر" للفاعل في المعنى، وخبر "هو" الفاعل في الاصطلاح "فتغايرا"١.

والمعنى: فإن ظهر بعد الفعل ما هو له في المعنى, فهو الفاعل في الاصطلاح. فإن قلت: قوله: "وإلا فضمير استتر" ليس بجيد؛ لأن الفاعل قد يكون ضميرا "بارزا"٢, نحو: "فعلت".

قلت: الضمير البارز شمله قوله: "فإن ظهر", فإن المراد بالظاهر "هنا"٣ الملفوظ به, لا مقابل الضمير.

فإن قلت: مقتضى قوله: "وإلا فضمير استتر" أن الفاعل إما ظاهر وإما "مضمر"٤ مستتر، وبقيت حالة أخرى, وهو أن يكون "ضميرا"٥ محذوفا في باب النيابة وباب المصدر وباب التعجب.

قلت: قد ذكر ذلك في باب النيابة، وباب التعجب، وأما المصدر فلا يرد هنا٦؛ لأنه إنما تكلم على فاعل الفعل على أن في التعجب والمصدر خلافا، وقد ذهب الكسائي إلى جواز حذف الفاعل مطلقا.

ثم قال:

وجَرِّدِ الفعل إذا ما أُسندا ... لاثنين أو جَمْع "كفاز الشهدا

أي: إذا أسند الفعل إلى فاعل ظاهر مثنى أو مجموع، جرد في اللغة المشهورة من علامة التثنية والجمع فتقول: "فاز الشهيدان, وفاز الشهداء".


١ أ، ب. وفي جـ "مغايرا".
٢ أ، جـ.
٣ أ، جـ. وفي ب "هو".
٤ أ، ب. وفي جـ "ضمير".
٥ جـ.
٦ في النائب عن الفاعل: {وَقُضِيَ الْأَمْرُ} , والتعجب إذا دل عليه متقدم مثل: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} , والمصدر نحو: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ} ا. هـ. تصريح الشيخ خالد بتصرف. وقال الشيخ يس في المصدر: "قال الزرقاني: فإن الفاعل فيه محذوف وليس بمضمر؛ لأن المصدر لا يتحمل الضمير، وقال السيوطي: يتحمله؛ لأن الجامد: إطعام أُوِّل بمشتق: يطعم" ا. هـ. بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>