للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثال نصبه بوصف: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} ١.

وينبغي أن يحمل قوله: "بمثله" على المماثل٢ في المعنى؛ ليشمل نحو: "يعجبني إيمانُك تصديقًا".

ثم قال:

............... ... وكونه أصلا لهذين انتُخب

أي: وكون المصدر أصلا للفعل والوصف، هو المختار، فالفعل والوصف مشتقّانِ منه, وهو مذهب البصريين, وخالف بعضهم في الوصف فجعله مشتقا من الفعل, فهو فرع الفرع.

ومذهب الكوفيين أن الفعل هو الأصل، والمصدر مشتق منه.

وزعم ابن طلحة أن الفعل والمصدر أصلان، وليس أحدهما مشتقا من الآخر.

والصحيح مذهب البصريين؛ لأن الفرع لا بد فيه من معنى الأصل وزيادة، والفعل يدل على الحدث والزمان"٣" ٤.

ثم قال:

توكيدا أو نوعا يُبين أو عدد ... كُسرتُ سَيْرتين سَيْر ذي رَشَد

المصدر: يؤتى به مع ناصبه "لثلاث"٥ فوائد:

الأولى: توكيده نحو: "سِرْتُ سيرا" ويسمى المبهم.

والثانية: بيان عدده نحو: "سرت سيرتين" ويسمى المعدود.

والثالثة: بيان نوعه, ويسمى المختص.


١ الآية ١ من سورة الذاريات.
٢ أ، جـ, وفي ب "المثل".
٣ وإلى المذهب البصري أميل وأوضح الدليل كما في ابن عقيل ١/ ٣١٥؛ "لأن كل فرع يتضمن الأصل وزيادة, والفعل والوصف بالنسبة إلى المصدر كذلك؛ لأن كلا منهما يدل على المصدر وزيادة، فالفعل يدل على المصدر والزمان، والوصف يدل على المصدر والفاعل" ا. هـ.
٤ راجع الأشموني ١/ ٢٠٩.
٥ أ، وفي ب "لثلاثة".

<<  <  ج: ص:  >  >>