للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأشار إلى الأول بقوله:

وقلّ أن يصحبها المجرد

يعني: أن المجرد من أل والإضافة يترجح نصبه، وقل أن يصحب الحرف, فقوله: "ضربته تأديبًا" أرجح من قولك: ""ضربته"١ "لتأديب"٢" ومنع الجزولي٣ جر المجرد. قيل: ولم يقل به غيره.

وأشار إلى الثاني بقوله:

والعكس في مصحوب أل

يعني: أن الأرجح في مصحوب "أل" جره بالحرف, فقولك: "ضربته للتأديب" أرجح من قولك: ""ضربته"٤ التأديب".

ثم ذكر شاهد نصب مصحوب "أل" من كلام العرب, فقال:

لا أقعدُ الجبنَ عن الهَيْجَاء ... ولو توالت زُمَر الأعداء٥

وسكت عن المضاف فلم يعزُه إلى راجح النصب, ولا إلى راجح الجر.

فعلم أنه يستوي فيه الأمران نحو: "جئتُكَ ابتغاءَ الخيرِ، ولابتغاءِ الخيرِ".


١ ب.
٢ ب، جـ, وفي أ "للتأديب".
٣ هو أبو موسى عيسى بن عبد العزيز الجزولي, صاحب الجزولية، وقد تقدم.
٤ ب.
٥ البيت من الرجز, ولم ينسب إلى قائل معين وهو كما ورد في كلام الناظم. وقال العيني: رجز راجز لم أقف على اسمه.
الشرح: "لا أقعد" أراد: لا أنكل ولا أتوانى عن اقتحام المعارك، "الجبن" -بضم فسكون- الخوف والفزع، "الهيجاء": الحرب، "توالت": تتابعت وتكاثرت، "زمر" جمع زمرة وهي الجماعة، "الأعداء": جمع عدو.
المعنى: إني لا أبتعد عن الحرب والنزال خوفا وفزعا, ولو تكاثرت جماعة الأعداء.
الإعراب: "لا" نافية, "أقعد" فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة وفاعله ضمير مستتر فيه, "الجبن" مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة, "عن" حرف جر, "الهيجاء" مجرور بعن وعلامة جره الكسرة الظاهرة والجار والمجرور متعلق بأقعد, "ولو" شرطية غير جازمة, "توالت" فعل ماض والتاء للتأنيث, "زمر" فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة, "الأعداء" مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
الشاهد: في "الجبن"؛ حيث وقع مفعولا لأجله, ونصبه مع كونه محلى "بأل".
مواضعه: ذكره شراح الألفية, حيث إنه من كلام الناظم.

<<  <  ج: ص:  >  >>