للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني: أن يكون تنويعا.

والمعنى: أن ما امتنع فيه العطف نوعان: نوع يجب فيه النصب على المعية، ونوع يضمر له عامل؛ لأن المعية فيه أيضا ممتنعة كقوله:

علفتُهَا تبنا وماء باردا١ ... ...................

فماء منصوب بفعل مضمر تقديره: "سقيتها ماء", ولا يجوز عطفه لعدم المشاركة ولا نصبه على المعية لعدم المصاحبة.

ويجوز أن يجعل "قوله"٢: "أو اعتقد إضمار عامل" شاملا للناصب كما مثلنا به.


١ هذا صدر بيت. قال العيني: أقول: هذا رجز مشهور بين القوم لم أر أحدا عزاه إلى راجزه. وبحثت فلم أعثر على قائله.
وعجزه:
حتى شتت همالة عيناها
الشرح: "علفتها": أطعمتها وقدمت لها ما تأكله, "تبنا" -بكسر التاء وسكون الباء- قصب الزرع بعد أن يدرس, "شتت" يروى في مكانه "بدت" وهما بمعنى واحد، "همالة" صيغة مبالغة, من هملت العين, إذا همرت بالدموع.
المعنى: قد أشبعت الدابة تبنا, وأرويتها ماء حتى فاضت عيناها بالدموع من الشبع على عادة الدواب.
الإعراب: "علفتها" فعل وفاعل ومفعول أول, "تبنا" مفعول ثانٍ منصوب بالفتحة الظاهرة, "وماء" الواو عاطفة, ماء مفعول به لفعل محذوف تقديره: وسقيتها ماء, "باردا" صفة لماء منصوبة بالفتحة الظاهرة, "حتى" حرف غاية وجر, "شتت" فعل ماضٍ والتاء للتأنيث, "همالة" حال من فاعل غدت منصوب بالفتحة الظاهرة, "عيناها" فاعل غدت مرفوع بالألف نيابة عن الضمة؛ لأن مثنى وضمير الغائبة مضاف إليه.
الشاهد: في "وماء", فإنه لا يمكن عطفه على ما قبله؛ لكون العامل في المعطوف عليه لا يتسلط على المعطوف، إذ لا يقال: علفتها ماء.
ومن أجل ذلك كان نصبه على أحد أقوال ثلاثة: إما على تقدير فعل يعطف على "علفتها", وإما على أن "علفتها" بمعنى أنلتها, وإما النصب على المعية.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ص١١٩، وابن عقيل ١/ ٣٣٤، والأشموني ١/ ٢٢٦, وابن هشام ٢/ ٥٦. وأيضا في شذور الذهب ص٢١٤, والمكودي ص٦٩، والسيوطي ص٦٢، وابن هشام في مغني اللبيب ٢/ ١٦٩.
٢ ب، جـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>