للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والموزون نحو: "خمسة عشر رطلا" وجعله بعضهم من المقادير.

أو مفهم "غيرية"١ نحو: لنا غيرُها إبلًا.

أو مثلية نحو: لنا أمثالها شاء.

أو تعجب نحو: "الله دره فارسًا"٢.

وإنما اقتصر في "هذا"٣ البيت على التمثيل بالمقدار؛ لكثرة انتصاب التمييز عنه.

ثم قال:

وبعد ذي وشبهها اجرُرْه إذا ... أضفتها كمد حنطة غِذَا

"الإشارة بذي إلى المثل السابقة ونحوها؛ كل ما دل على مساحة أو كيل أو وزن، فيجوز في ذلك "جره"٤ بإضافة المميز إليه، فتقول: "شبر أرض وقفيز بر ومنوا عسل", وقد مثل بقوله: كمد حنطة غذا"٥.

ثم قال:

والنصب بعد ما أُضيف وجبا ... إن كان مثل "ملء" الأرض ذهبا

يعني: أن جواز جر التمييز بالإضافة مشروط بخلو التمييز من إضافته إلى غير التمييز.

فإن أضيف إلى غيره٦ وجب النصب نحو: {مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا} ٧.


١ ب، جـ, وفي أ "غيره".
٢ "فارسا" تمييز لبيان جنس المتعجب منه في النسبة. والدر في الأصل مصدر: در اللبن, إذا كثر. والمراد به في المثال: اللبن الذي أرضعته من ثدي أمه وأضيف إلى الله تشريفا, أو هو كناية عن فعل الممدوح.
والمعنى: ما أعجب هذا اللبن الذي نشأ وتغذى مثل هذا المولود الكامل في الفروسية، أو ما أعجب فعله.
٣ ب.
٤ أ، ب, وفي جـ "تمييزه".
٥ أ، جـ.
٦ أي: إلى غير التمييز ولو تقديرا.
٧ من الآية ٩١ من سورة آل عمران.

<<  <  ج: ص:  >  >>