للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما "لعل" فتجر في لغة عقيل ثابتة "الأول ومحذوفته"١ ومفتوحة الآخر "و"٢ مكسورته٣, خلافا لمن أنكر الجر بها٤.

وأما "متى" "فتجر"٥ في لغة هذيل بمعنى من٦, ومن كلامهم: "أخرجها متى كُمِّه" أي: من كمه.


وصدر البيت:
إذا أنت لم تنفع فضُر فإنما
وهو من الطويل.
المعنى: إذا لم تستطع نفع من يستحق النفع فضر من يستوجب الإيذاء, فإن المرء لا يقصد منه إلا أحد هذين.
الإعراب: "إذا" ظرف لما يستقبل من الزمان, "أنت" فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور بعده, "لم" حرف نفي وجزم وقلب, "تنفع" فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت, "فضر" الفاء واقعة في جواب إذا، ضر فعل أمر مبني على السكون وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين وللتخفيف, "فإنما" الفاء للتعليل, إنما حرف دال على الحصر, "يراد" فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة الظاهرة, "الفتى" نائب فاعل يراد مرفوع بضمة مقدرة على الألف, "كيما" كي: حرف تعليل وجر، ما حرف مصدري, "يضر" فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو, "وينفع" الواو عاطفة، ينفع فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة وفاعله ضمير مستتر تقديره هو.
الشاهد: في دخول "ما" المصدرية على "كي" وهو نادر، وهو تخريج الأخفش، وهي عند غيره كافة لكي عن عمل النصب في الفعل المضارع، والفعل مؤول بالمصدر على القولين بواسطة "ما" على الأول، وبواسطة "كي" على الثاني.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ص١٤٧، وابن هشام ٢/ ١٢٠، والأشموني ٢/ ٢٨٣، والمكودي ص٨١، وداود، والسندوبي.
١ أ، جـ, وفي ب "اللام الأولى ومحذوفه".
٢ أ، جـ، وفي ب "أو".
٣ فهذه أربع لغات يجوز الجر فيها, ولا يجوز في غيرها من بقية لغات "لعل". صبان ٢/ ١٥٦.
ومثال الجر قول الشاعر:
لعل أبي المغوار منك قريب
٤ قال السيوطي في همع الهوامع: "منهم الفارسي, وتأول البيت على أن الأصل: لعله لأبي المغوار جوابه قريب؛ فحذف موصوف قريب وضمير الشأن ولام لعل الثانية تخفيفا, وأدغم في لام الجر, ومن ثم كانت مكسورة. ومن فتح فهو على لغة "المال لزيد" وهذا تكلف كثير مردود بنقل الأئمة" ا. هـ. ٢/ ٢٣، وأميل إلى الجر؛ لعدم التكلفة كما قال السيوطي.
٥ أ، جـ.
٦ أي: الابتدائية.

<<  <  ج: ص:  >  >>