للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "المشبهة اسم فاعل" يجوز أن يكون مبتدأ وصفة خبره، وفي الكلام تقديم وتأخير، ويجوز أن يكون صفة مبتدأ، وإن كان نكرة لوصفه "والصفة المشبهة"١ خبره, والأول أظهر.

فإن قلت: ما وجه الشبه بينها, وبين اسم الفاعل؟

قلت: من أوجه، أحدها: أنها تدل على حدث, ومن قام به.

الثاني: أنها تؤنث وتذكر.

الثالث: أنها تثنى وتجمع، وكان حقها ألا تعمل عمل فعلها؛ لأنها لا تجري على المضارع، ولا هي معدولة عن الجاري عليه، إلا أنها عملت لمشابهتها اسم الفاعل فيما ذكر.

ثم اعلم أن بين اسم الفاعل والصفة المشبهة فروقا:

الأول: أن الصفة المشبهة لا تكون إلا من فعل لازم بخلاف اسم الفاعل, فإنه يصاغ من المتعدي واللازم.

وإلى هذا أشار بقوله: وصوغها من لازم.

الثاني: أنها لا تكون للماضي المنقطع ولا لما لم يقع ولا "توجد"٢ إلا للحاضر، وهو الأصل في باب الوصف؛ لأنها لم توضع لإفادة معنى الحدوث بل لنسبة الحدث إلى الموصوف به على جهة الثبوت بخلاف اسم الفاعل، فإنه كالفعل في إفادة معنى الحدوث والصلاحية لاستعماله بمعنى الماضي والحال والاستقبال؛ ولذلك إذا قصد باسم الفاعل الثبوت عُومِل معاملة الصفة المشبهة كما سبق، وإذا قصد بالصفة الحدوث حُوِّلت إلى بناء اسم الفاعل كقوله٣:


١ أ، جـ.
٢ أ، ب، وفي ب "تؤخذ".
٣ قائله هو أشجع السلمي من قصيدة حائية, وهو من الطويل.
اللغة: "رزء" -بضم الراء وسكون الزاي وفي آخره همزة- وهي المصيبة ويجمع على أرزاء, "جل" -بالجيم- عظيم وكثير, "بعد موتك" الخطاب لابن سعيد في أول القصيدة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>