للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإلى هذين أشار بقوله:

وسبق ما تعمل فيه مجتنب ... وكونه ذا سببية وجب

فإن قلت: قد ذكر في التسهيل أن معمول الصفة المشبهة يكون ضميرا بارزا متصلا١ كقوله٢:

حسن الوجه طلقه أنت في السلم ... وفي الحرب كالح مكفهر

ولا يطلق عليه سببي.

قلت: إنما احترز بالسببي عن الأجنبي فإنها لا تعمل فيه، وأما عملها في الموصوف فلا إشكال فيه.

وأما قوله:

وعمل اسم فاعل المعدى ... لها...........

فيعني به أنها تنصب فاعلها في المعنى, كما ينصب اسم الفاعل مفعوله.

فإن قلت: كيف قال: وعمل اسم فاعل المعدى لها وبينهما فرق، وهو أن معمول اسم الفاعل مفعول به ومعمولها مشبه بالمفعول، فعملهما إذًا مختلف؟


١ التسهيل ص١٣٩.
٢ قائله: لم أقف على اسم قائله, وهو من الخفيف.
اللغة: "طلقه" طلق الوجه أي: غير عبوس, "مكفهر" عابس.
المعنى: يمدح مخاطبه بأنه في وقت السلم مشرق الوجه كريم معطاء، وبأنه في وقت الحرب وعند مقارعة الأبطال مقطب الوجه عابس.
الإعراب: "حسن" خبر مقدم, "الوجه" مضاف إليه من إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها, "طلقه" خبر ثانٍ, والضمير مضاف إليه من إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها, "أنت" مبتدأ مؤخر مبني على الفتح في محل رفع, "في السلم" متعلق بمحذوف حال, "وفي الحرب" جار ومجرور معطوف على المجرور قبله, "كالح" معطوف على الخبر السابق, "مكفهر" يجوز أن يكون تأكيدا لفظيا لكالح، ويجوز أن يكون معطوفا بعاطف مقدر على كالح، أو خبرا لمبتدأ محذوف.
الشاهد فيه: "طلقه" حيث عملت الصفة المشبهة وهي "طلق" في الضمير البارز المتصل.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٣٥٦/ ٢، والمكودي ص١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>