للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال في شرح التسهيل: والذي سُمع منه، فالمشهور فيه التزام الإفراد والتذكير, وقد يُجمع إذا كان ما هو له جمعا، كقوله١:

إذا غاب عنكم أسود العين كنتم ... كراما, وأنتم ما أقام ألائم

قال: وإذا صح جمع "أفعل" العاري؛ لتجرده من معنى التفضيل، جاز أن يؤنث فيكون قول ابن هانئ٢:


١ قائله: هو الفرزدق, وهو من الطويل.
اللغة: "أسود العين" اسم جبل, "ألائم" -جمع ألأم- بمعنى لئيم، والأصل الشحيح النفس.
المعنى: ذم الشاعر هؤلاء بأنهم لا يكونون كراما إلا أن يزول الجبل من موضعه، وأنهم لئام مدة إقامة الجبل في موضعه، ولما كان الجبل لا يزول عن موضعه فكأن الشاعر يقول لهم: إنكم لئام أبد الدهر.
الإعراب: "إذا" ظرف لما يستقبل من الزمان, "غاب" فعل ماض, "عنكم" متعلق بغاب, "أسود" فاعل غاب, "العين" مضاف إليه, "كنتم" كان واسمها, "كراما" خبر كان, "وأنتم" الواو عاطفة, وأنتم مبتدأ, "ما" مصدرية, "أقام" فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه, "ألائم" خبر المبتدأ.
الشاهد فيه: "ألائم" فإنه جمع ألأم الذي هو اسم تفضيل مجرد من أل والإضافة، وإنما جاز جمعه؛ لأنه انسلخ عن معنى التفضيل، فلما انسلخ عن معنى التفضيل صار كاسم الفاعل والصفة المشبهة، وكل منهما يوافق ما يجري عليه.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٣٨٨.
٢ قائله: الحسن بن هانئ المعروف بأبي نواس, وهو من البسيط.
وتمامه:
............ من فقاقعها........ ... حصباء در على أرض من الذهب
اللغة: "صغرى" تأنيث أصغر, "كبرى" تأنيث أكبر, "فقاقعها" الفقاقع -بفتح الفاء والقاف وبعد الألف قاف مكسورة- النفاخات التي ترتفع فوق الماء, "حصباء" الحصباء: الحصى.
المعنى: كأن النفاخات الصغيرة البيضاء التي تعلو الخمر وهي في الكأس -في لونها الذهبي- حبات من اللؤلؤ على أرض من ذهب.
الإعراب: "كأن" حرف تشبيه ونصب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب, "صغرى" =

<<  <  ج: ص:  >  >>