للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله:

وإن تكن بتِلْو مِنْ مستفهما ... فلهما كن أبدا مُقدِّما

لا يخلو المجرور بمن بعد أفعل "التفضيل من أن يكون"١ اسم استفهام أو مضافا إليه أو غيرهما.

فإن كان اسم استفهام أو مضافا إليه وجب تقديمه نحو: "من أي الناس أنت أكرم؟ " و"من غلام أيهم أنت أجمل؟ ".

لأن الاستفهام له الصدر. ذكر هذه المسألة الفارسي في التذكرة.

قال المصنف: وهي من المسائل المغفول عنها.

قال الشيخ أبو حيان: وينبغي أن ينبه على أنه يسبق أيضا ما أفعل خبر له كما مثل.

ولم يذكر هذا المضاف إلى اسم استفهام؛ لوضوحه، ومثل اسم الاستفهام بقوله: ممن أنت خير؟

وإن كان المجرور غيرهما "فالأصل"٢ تأخيره، وقد نبه على أنه قد ندر التقديم بقوله:

...... ولدى ... إخبار التقديم نزرا وَرَدَا

وقد ورد ذلك في أبيات منها قوله٣:

..................... ... بل ما زوَّدت منه أطيب


١ أ، جـ.
٢ ب, وفي أ، جـ "فالأصح".
٣ قائله: هو الفرزدق, من أبيات يقولها في امرأة من بني ذهل بن ثعلبة قرته وزودته, وكان قد نزل بامرأة ضبية فلم تقره ولم تزوده, وهو من الطويل.
وتمامه:
فقال لنا: أهلا وسهلا وزودت ... ... جَنَى النخل ...
اللغة: أهلا وسهلا: كلمتان تقولهما العرب في تحية الأضياف.
"جنى النحل" ما يجنى منه وهو العسل، وكنى بذلك عن حسن لقائها وطيب استقبالها وحلاوة حديثها. =

<<  <  ج: ص:  >  >>