للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله:

وما من المنعوت والنعت عُقل ... يجوز حذفه وفي النعت يقل

يعني: أنه إذا علم النعت أو المنعوت جاز حذفه، ويكثر ذلك في المنعوت، ويقل في النعت.

فمن الأول: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ} ١, ومن الثاني قول العباس بن مرداس٢:

................... ... فلم أعط شيئا ولم أمنع

تنبيه:

إنما يكثر حذف الموصوف وإقامة صفته مقامه بشرطين:


١ من الآية ٥٢ من سورة ص.
٢ قائله: العباس بن مرداس الصحابي من كلمة يقولها في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان الرسول قد قسم الغنائم في حنين, فأعطى منها قوما من المؤلفة قلوبهم ومنهم عيينة بن حصن والأقرع بن حابس عطاء كثيرا يتألفهم به على الإسلام، ولم يعط العباس مثلهم، فكره العباس ذلك.
وصدره:
وقد كنت في الحرب ذا تدرأ
وهو من المتقارب.
اللغة: "تدرأ" -بضم التاء وسكون الدال وفتح الراء- أي: ذو عدة وقوة على دفع الأعداء عن نفسه، وهو اسم موضوع للدفع، والتاء فيه زائدة كما زيدت في تتفل.
الإعراب: "وقد" حرف تحقيق, "كنت" كان واسمها, "في الحرب" متعلق بكان, "ذا" خبر كان منصوب بالألف نيابة عن الفتحة؛ لأنه من الأسماء الستة، "تدرأ" مضاف إليه, "فلم" الفاء عاطفة ولم حرف نفي وجزم وقلب, "أعط" فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف الألف، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه، وهو مفعوله الأول, "شيئا" مفعول ثان, "ولم" حرف حرف نفي, "أمنع" فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بلم, وحرك بالكسر للروي ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه.
الشاهد فيه: "فلم أعط شيئا" حيث حذف منه النعت، والتقدير: فلم أعط شيئا طائلا.
ولولا هذا التقدير, لتناقض مع قوله: "ولم أمنع".
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٤٠١/ ٢، والسيوطي ص٩٣، والمكودي ص١١٦، وابن الناظم. وذكره السيوطي في الهمع ١٢٠/ ٢، وابن هشام في المغني ١٦٦/ ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>